إلَّا أنّ إطلاق معقد سائر النواهي والإجماع كاف في حرمته النفسيّة ، مضافا إلى الظاهر سياقها وعدّها في عداد المكاسب المحرّمة نفسا لا غيرا ، كالكهانة والقمار والغيبة والكذب . * قوله : « كما يشهد به ما عن الكافي . . إلخ » . * أقول : محلّ الشاهد من هذا الخبر على إنكار القضاء بالقيافة على العامّة قوله عليه السّلام : « ابعثوا أنتم إليهم ، وأمّا أنا فلا » [1] ، بناء على أنّه لعدم المشروعيّة لا لرفع التهمة . فما عن الحدائق [2] من الاستدلال به على عدم الحرمة محلّ نظر ، لقصور الخبر من معارضة ما عرفت من وجوه ، منها موافقة العامّة [3] واحتمال التقيّة ، وأن يكون قوله عليه السّلام : « ابعثوا أنتم . . إلخ » لعدم المشروعيّة لا لدفع التهمة ، أو للعلم بصدقها في خصوص المقام ، وإلَّا فعدم جواز الأخذ بها على وجه ترتيب آثار المواريث بل الإمامة العامّة مسلَّم ، بل ضروريّ الحرمة في الشريعة . * قوله : « في الخبر : « ما كان فينا إمام قطَّ حائل اللون » [4] » . * [ أقول : ] أي : أسمر اللون وأسوده . مقصودهم التعريض على الجواد بإنكار ما قاله الرضا عليه السّلام : « هو ابني » وأنّه من شيف الأسود مولاه ، كما يظهر من صريح الرواية الأخرى ، وتشبيهه فيها بإبراهيم بن رسول الله في رمي مارية القبطيّة ، بل ومن ذيل هذه الرواية على ما فصّلت في الباب التاسع من مدينة المعاجز [5] بأصرح وجه . * قوله : « الكذب حرام بضرورة العقول والأديان . . إلخ » . * أقول : دلالة كلّ من الكتاب والسنّة والإجماع عليه واضح . وأمّا ضرورة
[1] الكافي 1 : 322 ح 14 . [2] الحدائق الناظرة 18 : 182 - 184 . [3] صحيح مسلم 2 : 1081 . [4] الكافي 1 : 322 ح 14 . [5] مدينة المعاجز 7 : 264 ح 4 ، وفيه : أنّه من شنيف الأسود إلخ .