مزاميرهم : « هلَّلوني سبّحوني برقص وعود ومزمار » ، كما في إنجيلها : « يا عيسى لا تكثرنّ شرب الماء ، واصنع خمرا ، فإنّه أصلح لمعدتك » . إلى غير ذلك من القبائح والفواحش والفضائح غير المعدودة ، المنسوبة فيها إلى أنبيائهم والملائكة ، بل وإلى ربّهم ، تعالى الله وخلفاؤه عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا . * قوله : « نعم ، لو أرجعت الكراهة إلى الوصف الذي يسند إلى الإنسان تعيّن إرادة كراهة ظهورها ، فيختصّ بالقسم الأوّل » . * أقول : فيه منع تعيين إرادة كراهة ظهورها وتخصيصها بالقسم الأوّل برجوع الكراهة إلى الوصف ، لأنّ كراهة الوصف خصوصا العاهات لا العادات - كالجذام والبرص والعمى والعور والحول والجنون والسفه والجهل والفقر - كما قد يكون باعتبار ظهور ما خفي منها ، كذلك قد يكون باعتبار إظهار ما لم يخف منها ، وباعتبار نفس وجودها ، وباعتبار الإسناد إليها والتعيير بها دون وجودها وظهورها ، فكراهة الوصف غير معيّنة لإرادة ظهور ما هو مستور ، بل المعيّن له والمخصّص به لو كان فإنّما هو الأخبار المعيّنة للغناء يكشف المستور لا الظاهر والظهور . * قوله : « وافق الأخبار » . * [ أقول : ] أي : أخبار [1] اعتبار كشف المستور في الغيبة . أقول : وهو الأوفق بوظيفة تفسير اللغوي - كالصحاح [2] - لموضوع الغيبة ، بخلاف تفسير المستور بمعنى غير المتجاهر ، فإنّه تفصيل في حكم الغيبة لا موضوعه ، خاصّ بوظيفة الفقيه لا اللغوي . * قوله : « لكن المثبت لكون الغيبة حقّا بمعنى وجوب البراءة منه ليس إلَّا
[1] الوسائل 8 : 602 و 604 ب « 152 و 154 » من أبواب أحكام العشرة . [2] الصحاح 1 : 196 .