نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 153
للإقامة من جهة أنّ الشخص يتردد دائما في طرقه وشوارعه لقضاء الحوائج اليومية ، وما هو الملاك عرفاً لصدق عنوان السفر هو السير الزائد على ما كان يتحقق من الإنسان في كلّ يوم في نقاط محل الإقامة . ولأجل ذلك ترى أنّه يتبادر إلى الأذهان في باب التحديدات المذكورة للمسافات المختلفة كونها معتبرة بين البلاد من دون نظر إلى المحلات والمنازل ، لا يلتفتون في تحديداتهم إلاّ إلى البعد الواقع بين البلدين . وكان هذا المعنى بعينه مركوزاً في أذهان أصحاب الأئمة ( عليهم السلام ) ، فكانوا عند سؤالهم عن مقدار مسافة التقصير يذكرون البعد الواقع بين بلادهم ومقاصدهم ، من دون أن يذكر أحد منهم اسماً من منزله أو محلته . فيكشف ذلك عن كون المتبادر إلى أذهانهم من اعتبار المسافة اعتبارها من آخر البلد لامن المنزل ، ولم يردعهم الأئمة ( عليهم السلام ) عن ذلك ، مع أنّه لو كان الاعتبار شرعا بغير هذا المعنى العرفي لكان عليهم التنبيه على ذلك ، فراجع أخبار باب المسافة حتى تطلع على ما ذكرناه : فمنها : رواية أبي ولاّد ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنّي كنت خرجت من الكوفة في سفينة إلى قصر ابن هبيرة ، وهو من الكوفة على نحو من عشرين فرسخا في الماء . الحديث . [1] ومنها : رواية عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن التقصير في الصلاة فقلت له : إنّ لي ضيعة قريبة من الكوفة ، وهي بمنزلة القادسية من الكوفة . الحديث . [2] ومنها : مرسلة صفوان ، قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن رجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس ميل ، فلم يزل يتبعه حتى بلغ النهروان ، وهي أربعة فراسخ
[1] الوسائل 5 / 504 ( = ط . أخرى 8 / 469 ) ، الباب 5 من أبواب صلاة المسافر ، الحديث 1 . [2] المصدر السابق 5 / 521 ( = ط . أخرى 8 / 492 ) ، الباب 14 منها ، الحديث 4 .
153
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 153