نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 123
ويمكن أن يقال : إنّ سفره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى عرفات في حجة الوداع وإن كان امتدادياً لكن كان معه في هذا السفر لا محالة كثير من أهل مكة ، ولعلّهم قصّروا لأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إياهم بالتقصير . فمعنى قوله ( عليه السلام ) : " كأنّهم لم يحجوا مع رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقصّروا " أنهم لم يحجوا معه فقصروا امتثالا لأمره لا تأسياً به واتباعاً لما فعله من القصر . هذه غاية ما يمكن أن يقال في أخبار عرفات . ولكن الإنصاف دلالتها على عدم اعتبار كون الرجوع ليومه بعد القول بدخالة أصل الرجوع بسبب ضمّها إلى أخبار التلفيق . هذا . وأمّا ما رواه الكليني بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مِن قصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمنى ثلاثاً وتأسي أبي بكر وعمر به ، ومخالفة عثمان لذلك أثناء خلافته ، أمره علياً ( عليه السلام ) أيضاً بالإتمام ليشدّ بذلك بدعته . . . [1] فلا يرتبط بالمقام ، لما عرفت من عدم كون سفره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حجة الوداع تلفيقياً . فمحطّ النظر فيه ردّ العامّة القائلين بعدم تحتم القصر في السفر وجواز الإتمام فيه ، احتجاجاً عليهم بقصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والخلفاء بعده في الموقف العمومي بمحضر الناس ومشهدهم . وقد يستدل أيضاً على عدم اعتبار كون الرجوع لليوم بما رواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاّد ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنّي كنت خرجت من الكوفة في سفينة إلى قصر ابن هبيرة ، وهو من الكوفة على نحو من عشرين فرسخاً في الماء ، فسرت يومي ذلك أقصّر الصلاة ، ثم بدا لي في الليل الرجوع إلى الكوفة ، فلم أدر أصلّي في رجوعي بتقصير أم بتمام . وكيف كان ينبغي أن أصنع ؟ فقال : " إن كنت سرت في يومك الذي خرجت فيه بريداً فكان عليك حين رجعت أن تصلّي بالتقصير ، لأنّك كنت مسافراً إلى أن تصير إلى منزلك . " قال :
[1] راجع الوسائل 5 / 500 ( = ط . أخرى 8 / 465 ) ، الباب 3 من أبواب الصلاة المسافر ، الحديث 9 .
123
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 123