نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 367
الإحراج في امتثال الفرائض ليس مكتوبا ولا مجعولا في الشرع ، قال سبحانه : * ( وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) * . [1] إلى هنا تبين حكم المسافر والمريض ، وإليك حكم الصنف الرابع . 4 . المطيق هذا هو الصنف الرابع الذي يبيّن سبحانه حكمه بقوله : * ( وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ) * . والمراد هو الشيخ الكبير والشيخة الكبيرة اللَّذين لا يستطيعان أن يصوما أو لا يستطيعان إلَّا بمشقة كبيرة ، والظاهر هو الثاني ، لأنّ الإطاقة في اللغة أدنى درجات المكنة والقدرة على الشيء ، فلا تقول العرب أطاق إلَّا إذا كانت قدرته عليه في نهاية الضعف بحيث يتحمّل به مشقة كثيرة . وعلى كلّ تقدير فالواجب عليه فدية طعام ، وقد اختلفوا في مقدار الفدية على نحو مذكور في الفقه ، فمنهم من قال : نصف صاع وهم أهل الرأي ، وقال الشافعي : مدّ عن كلّ يوم ، وهو المذهب المنصور عند الإمامية . لكن الاكتفاء بهذا المقدار أمر جائز ، غير انّ من قدر على الزائد من هذا المقدار فهو خير ، كما يقول سبحانه : * ( فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَه ) * أي أطعم أكثر من مسكين فهو خير . ثمّ إنّ هنا تفسيرين آخرين للتطوّع : 1 . الجملة ناظرة إلى المطيق والمقصود من جمع بين الصوم والصدقة فهو خير .