نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 333
رأيت عمر صلَّى بذي الحليفة ركعتين ، فقلت له فقال : إنّما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يفعل . والحديث دالّ على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يقصر في السفر دائما ، وانّما الاختلاف في أنّ مبدأ القصر هو الخروج عن البلد كما جرى عليه عمر أو بعد الخروج مسيرة ثمانية عشر ميلا . قال النووي : أمّا قوله : « قصر شرحبيل على رأس 17 ميلا أو 18 ميلا » فلا حجة فيه ، لأنّه تابعي فعل شيئا يخالف الجمهور ، أو يتأوّل على أنّها كانت في أثناء سفره لا انّها غايته ، وهذا التأويل ظاهر . [1] وعلى كلّ تقدير فما هو موضع الخلاف خارج عن إطار بحثنا . 9 . أخرج مسلم عن أنس بن مالك قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من المدينة إلى مكة فصلَّى ركعتين ركعتين حتّى رجع ، قلت : كم أقام بمكة ؟ قال : عشرا . ثمّ إنّ قصر النبي في مكة مع إقامته فيها عشرة أيّام وإن كان يوافق بعض المذاهب لكنّه يخالف مذهب الإمام مالك ، كما يخالف مذهب الإمامية ، فإنّ نية العشرة قاطعة للسفر موجبة للإتمام ، ولعلّ الإقامة لم تكن عشرة كاملة بالضبط بل كانت عشرة عرفية وربما تنقص عن العشرة التامة . هذه الأحاديث التسعة نقلها مسلم في صحيحه ، وإليك بعض ما نقله غيره . 10 . أخرج أبو داود عن عمران بن الحصين ، قال : غزوت مع رسول الله