نام کتاب : الاحصار والصد نویسنده : السيد الگلپايگاني جلد : 1 صفحه : 28
منع عن الوصول إلى مكة ، أو عن إتمام نسكه ، وعن مجمع البيان ما ملخصه : ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله [1] أي لا تحلوا من إحرامكم حتى يبلغ الهدي محله فينحر أو يذبح . واختلف العامة في محل الهدي على قولين : الأول أنه الحرم ، الثاني الموضع الذي يصد فيه . وأما على مذهبنا فالأول حكم الحصر بالمرض ، والثاني حكم المحصور بالعدو . وإن قلت : مقتضى قوله تعالى حتى يبلغ الهدي محله تارة يمكن وأن يقول فيه إذا أحصر يبعث بهديه ولا يحل حتى يبلغ الهدي محله ، وأخرى عدم وجوب البعث عليه بل ينحر أو يذبح حيث أحصر ولا يحتاج إلى قوله تعالى : حتى يبلغ الهدي محله ويمكن أن يؤيد القول الثاني بما في المدارك حيث قال في تفسير الآية : حتى يبلغ الهدي محله يحتمل أن يكون معناها حتى تنحروا هديكم حيث حبستم كما هو المنقول عن حمران ( 2 ) عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين صد بالحديبية قصر وأحل ونحر ، ثم انصرف منها ، ولم يجب عليه الحلق حتى يقضي النسك ، فأما المحصور فإنما يكون عليه التقصير . فكما أن الآية لا اختصاص لها بالصد بل هي أعم منه ومن المحصور ، فكذلك لا يكون فيها الاختصاص بالموضعين بل أعم منهما ومن المكان الذي أحصر فيه . قلت : هذا خلاف ما استظهرناه وما ذهب إليه المشهور من أن المصدود يذبح حيث صد ، والمحصور يبعث بهديه ولا يحل حتى يبلغ الهدي محله وهو منى إن كان حاجا ، ومكة إن كان معتمرا . وعن صاحب الجواهر : ويدفع ما عن المدارك ظاهر النصوص الواردة . منها ( 3 ) الخبر المشتمل على احتجاج الرسول صلى الله عليه وآله بالآية على عدم جواز الاحلال حتى يبلغ الهدي محله : منى . منها عن أبان ، عن زرارة ( 4 ) عن أبي جعفر عليه السلام قال : المصدود يذبح حيث صد ، ويرجع صاحبه فيأتي النساء والمحصور يبعث بهديه فيعدهم يوما ، فإذا بلغ الهدي أحل هذا في مكانه ، قلت : أرأيت إن ردوا عليه دراهمه ولم يذبحوا عنه وقد أحل فأتى النساء ، قال : فليعد وليس عليه شئ وليمسك الآن عن النساء إذا بعث . بل وصحيحة معاوية بن عمار ( 5 ) قال : سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أحصر فبعث بالهدي ، فقال : يواعد أصحابه ميعادا ، فإن كان في حج فمحل الهدي يوم النحر ، وإذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه ، ولا يجب عليه الحلق حتى يقضي مناسكه وإن كان في عمرة فلينتظر مقدار دخول أصحابه مكة والساعة التي يعدهم فيها ، فإذا كان تلك الساعة
1 - البقرة : 192 . 2 - الوسائل - الباب - 6 - من أبواب الاحصار والصد ، ح [1] . 3 - الوسائل الباب - 2 - من أبواب الاحصار والصد ، ح ( 13 ) . 4 - الوسائل - الباب - 1 - من أبواب الاحصار والصد ، ح ( 5 ) . 5 - الوسائل - الباب - 2 - من أبواب الاحصار والصد ، ح ( 1 ) .
28
نام کتاب : الاحصار والصد نویسنده : السيد الگلپايگاني جلد : 1 صفحه : 28