responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر    جلد : 1  صفحه : 399


أقول : يمكن أن يكون المراد من الإجماع الاتّفاق ؛ لأنّ تحصيل الإجماع وهو دليل تعبّدي في مثل هذه المسألة التي يكون للعقل سبيل فيها صعب ، ولعلَّه غير ممكن ، وأمّا دعوى إجماع المسلمين فهي خلاف سيرة أكثرهم ، فإنّ قليلًا منهم قد حصلت له هذه العقائد من الدليل والبرهان .
إنّ عقد القلب بأُصول الدين قد حصل لكثير من ناحية التوارث ، أو من ناحية الظروف المحتفّة بهم ، أو بقول من يوثق بقوله .
لو كان إيمان كلّ واحد من المسلمين حاصلًا من الدليل ولم يكن للعاطفة فيه دخل لما افترقوا فرقة فرقة ، ولما وقع الخلاف الشاسع بينهم ، ولم يسيطر على كثير منهم التعصّب .
ثمّ إنّ المراد من معقد هذا الإجماع هل هو أنّ من عقد القلب بأُصول دين الإسلام عقداً حاصلًا من التقليد فهو ليس بمسلم ؟ فيكون المراد من عدم الجواز معناه الوضعي ؟ أو أنّه يجب على كلّ مسلم تحصيل الاعتقاد بها اجتهاداً ، بمعنى تطبيق الدليل على وفق ما اعتقده تقليداً ؟ أو أنّ المراد أنّ من لم يجتهد في أُصول الدين فهو عاص بسبب تركه للاجتهاد ، فهو مسلم مرتكب لذنب ، فليس بعادل ؟
أو أنّ المراد من الاجتهاد في أُصول الدين عدم الاكتفاء فيها بالظنّ ، ووجوب تحصيل اليقين والوثوق بها ؛ وذلك لزعمهم بأنّ العلم قلَّما يحصل بالتقليد ، فاعتبار الاجتهاد من جهة كونه طريقاً إلى اليقين لا موضوعيّة له ؟ وجميع هذه الاحتمالات لا تخلو من نظر واضح .
ويحتمل أن يكون المراد بإجماع المسلمين اتّفاقهم من حيث إنّهم عقلاء ، فيفيد أنّ العقل الصحيح حاكم بوجوب البحث والتحقيق عن أُصول الاعتقادات ومباني الدين حتّى يحصل الوثوق واليقين بها .
ومن المعلوم : أنّ من كان يدخل في الإسلام في عهد النبيّ لم تكن سيرته المقدّسة قائمة على مطالبة الحجّة منه لإسلامه ، وإنّ سيرة المسلمين على ذلك أيضاً فلا يطالبون من يريد اعتناق الإسلام بالحجّة ، بل هي قائمة على عدم المطالبة بالحجّة عن

399

نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست