نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 207
ثمّ لا يخفى ما في إطلاق عبارته ، وهذا جار في كلّ عملين مترتّبين ، فإنّه يجب التقييد بكونهما مثلين . وبيان الخلل في هذا الوجه أوّلًا : أنّه منقوض بجميع موارد وجوب العدول أو جوازها ، ومنقوض بصورة تبدّل رأي المجتهد ، وسيجئ فصل القول في جميع هذه الموارد . وثانياً : أنّ الدليل أخصّ من المدّعى ، وعدم الفصل غير جار كما مرّ . وثالثاً : أنّ البحث يصير من صغريات البحث عن إجزاء الحكم الظاهري . ومنها : أنّ العدول يستلزم إمّا التبعيض في المسألة الكلَّيّة ولا دليل على صحّة هذا التقليد ، أو يستلزم نقض الأعمال السابقة إذا قلَّد الثاني في المسألة الكليّة . قال المدقّق الأصفهاني : وأمّا الشقّ الأوّل فالوجه في صحّته ومتانته : أنّ رأي المجتهد متعلَّق بالحكم الكلَّي لكلَّي الواقعة ، وهو الذي يجب الالتزام به ، أو الاستناد إليه في مقام العمل ، وليس له رأي متعلَّق بالجزئي حتّى يقلَّد فيه . [1] أقول : لنا اختيار الشقّ الأوّل ؛ إذ لا مانع من القول به عقلًا ونقلًا . قوله : « لا دليل على مثل هذا التقليد » باطل ؛ إذ الدليل ما ذكرنا من الأدلَّة في صدر البحث . وأمّا تعلَّق رأي المجتهد بالحكم الكلَّي لكلَّي الواقعة فغير ضائر ؛ لانحلال رأيه الكلَّي إلى آراء جزئيّة في موارد جزئيّة . وأمّا الشق الثاني فراجع إلى الوجه السابق . ولا يخفى أنّ القول بوجوب الأخذ بأحوط القولين كما ذهب إليه بعض الأساطين من قبيل القول بالتوقّف في المسألة ، ومرجعه إلى القول بعدم الجواز .