responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 32


الاجتماعي ، حرصا منهم على تقديم شعارات منفصلة عن الكيان الفكري للاستعمار انفصالا كاملا ، غير أن القومية ليست إلا رابطة تأريخية ولغوية وليست فلسفة ذات مبادئ ولا عقيدة ذات أسس ، بل حيادية بطبيعتها تجاه تخلف الفلسفيات والمذاهب الاجتماعية والعقائدية والدينية ، وهي لذلك بحاجة إلى الأخذ بوجهة نظر معينة تجاه الكون والحياة وفلسفة خاصة تصوغ على أساسها معالم حضارتها ونهضتها وتنظيمها الاجتماعي .
ويبدو أن كثيرا من الحركات القومية أحست بذلك أيضا وأدركت : أن القومية - كمادة خام - بحاجة إلى الأخذ بفلسفة اجتماعية ونظام اجتماعي معين وحاولت أن توفق بين ذلك وبين أصالة الشعار الذي ترفعه وانفصاله عن الانسان الأوروبي ، فنادت بالاشتراكية العربية ، نادت بالاشتراكية لأنها أدركت أن القومية وحدها لا تكفي ، بل هي بحاجة إلى نظام ونادت بها في إطار عربي ، تفاديا لحساسية الأمة ضد أي شعار أو فلسفة مرتبطين بعالم المستعمرين ، فحاولت عن طريق توصيف الاشتراكية بالعربية تغطية الواقع الأجنبي ، المتمثل في الاشتراكية من الناحية التأريخية والفكرية .
وهي تغطية فاشلة لا تنجح في استغفال حساسية الأمة ، لأن هذا الإطار القلق ليس إلا مجرد تأطير ظاهري وشكلي للمضمون الأجنبي الذي تمثله الاشتراكية ، وإلا ليس إلا مجرد تأطير ظاهري وشكلي للمضمون الأجنبي الذي تمثله الاشتراكية ، وإلا فأي دور يلعبه هذا الإطار في مجال التنظيم الاشتراكي ؟ ! وأي تطوير للعامل العربي في المواقف ؟ ! وما معنى : أن العربية ، كلغة وتأريخ أو دم وجنس ، تطور فلسفة معينة للتنظيم الاجتماعي ؟ ! بل كل ما وقع في المجال التطبيقي نتيجة للعامل العربي .
إن هذا العامل أصبح يعني في مجال التطبيق : استثناء ما يتنافي من الاشتراكية مع التقاليد السائدة في المجتمع العربي والتي لم تحن الظروف الموضوعية لتغييرها ، كالنزعات الروحية بما فيها الإيمان بالله . فالإطار العربي إذن لا يعطي الاشتراكية روحا جديدة تختلف عن وضعها الفكري والعقائدي المعاش في بلاد المستعمرين ، وإنما يراد به : التعبير عن استثناءات معينة وقد تكون موقوتة ، والاستثناء لا يغير جوهر القضية والمحتوى الحقيقي للشعار .

32

نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست