responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 22


ترعرع عليها و مدى آفاق العلم التي انفتح عليها و مَدى الدرجات الروحية التي رُوِّض عليهما إلى غير ذلك من العوامل و المؤثّرات الكثيرة . نعم قوّة الرَّوىّ و التدبّر تُسَيّس ما دونها من القوى الغضبية و الشهوية و القوّة المحركة للعضلات و الأعضاء و الجوارح .
فإذا تبيّن تشكيلة هذا البناء الوجودي للإنسان الحقيقي و طبقات وجوده يتبيّن موقعية دور الأنبياء و المرسلين و خطّ الرسالة السماوية أنّه يقع في المواقع المتقدّمة الفوقية ليتمّ التحكّم في الطبقات النازلة و إن كان خلفاء الله المصطفون لم ينفكّوا منذ أول الخليقة عن موقع قوّة التسييس بالنحو الخفي النافذ تحت السطح و قد عرف في الآونة الأخيرة أنّ الحرب و الغزو الثقافي من أخطر الحروب و أنفذ أنواع السيطرة في أدبيات العلوم السياسية .
و نلقي بعض الضوء على أركان ذلك النظام :
منها : النيابة التي أذنوا فيها للفقهاء و العلماء التابعين لمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، العارفين بعلومهم ، العاملين بوصاياهم و تعاليمهم ; و هذه النيابة هي بنحو إستغراقى شمولى لكلّ من تتوفّر فيه في الشرايط اللازمة ( 1 ) ; فإنّه يُخوَّل له تلك الصلاحيات المفوّضة مِن قبلهم ( عليهم السلام ) في النظام الاجتماعي للمؤمنين ; و هذه الشمولية المفوَّضة ثابتة لكلّ منهم بنحو الاستقلال ، لكن في ظلّ النظام المجموعى للمؤمنين ، فعموم النيابة ليس بنحو العموم المجموعى و لا العموم البدلي بنمط صرف الوجود و هذا يخلق نحواً من التعددية و المشاركة بنحو التكثّر .
و لو أريد بيان ذلك بمثال فهو بنحو الملكية المشاعة في التصرف بين أفراد على العين الواحدة من دون لزوم تصادم أو تعارض بينهم في حين أنّ البيئة


1 . قد أشرنا إلى ذلك في الفصل الثاني من الإمامة الإلهية ، ج 1 .

22

نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست