responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 38


المشروع إلاّ أنّها تشارك الحاكم في فعل الحكم من حيث أنّها منفعلة بفعله ومؤازِر له على القيام به ، فتتفاعل معه في ذلك الفعل من تلك الحيثية . فهذا هو سرّ توجيه الخطاب بنحو العموم .
و لا ريب أنّ شكل وأدوات وآليّات المراقبة هي خاضعة لعقل التجريبي و الخبروات التي يتبادلها المجتمعات البشرية في ما بين بعضها مع بعض . و استخدام الآليّات المناسبة العصريّة هو الجانب المتغيّر في مقام الأداء لما هو الثابت الديني .
و هذا نموذج ثالث لمشاركة الناس - في هذا البُعد - ألا وهو اتّخاذ الآليّات من تجارب العقلاء والأمم ، سواء على صعيد الحكم أو صعيد آليّات المراقبة و النظارة ; ما دامت الثوابت الدينية قابلة للإنحفاظ في شكل تلك الآليّات .
و هناك نماذج عديدة أخرى تتولّد من ولاية نظارة الأمّة على نظام الحكم و لا تنحصر في نماذج معيّنة و إنّما ما مرّ كان من باب بيان والتمثيل لأبرزها .
البُعد الرابع : و هو البُعد الإعلامي وينطوي فيه الجانب الثقافي على صعيد كلّ ميادين الثقافة والوعي العلمي ; و قد عُدَّ في الآونة الأخيرة آليّة مهمّة للتأثير على مجريات الأمور ، سواء التأثير على الرأي العام أو على النظام السياسي و الحكومة و من ثمّ عُدّ الإعلام سلطة رابعة تُوازي سلطة السلطات الثلاث ; بل قد تذهب بعض النظرات الحديثة الآكاديميّة إلى أنّ الإعلام يفوق القدرات الأخرى في القوة والتأثير وإحاطة الناس والأمم بحقائق مجريات الأمور ووقوفهم على تفاصيل الحوادث بدقّة هو الكفيل بتحمّلهم المسئوليّة والتكاليف الملقاة على عاتقهم وتمسّكهم بطريق الصواب وحفظهم عن طريق الغيّ والضلال .
و في الحقيقة هذا الدور للإعلام ليس وليد هذا العصر المتأخّر وإن تبيّن ذلك بوضوح في هذا العصر بسبب قدرة جهاز الإعلام والتُرسان الضخمة لآليّاته إلاّ أنّ دوره وتأثيره هو من اليوم الأول في النشأة البشريّة نظراً لكون الإنسان موجوداً

38

نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست