الياء هو المشهور ، وقيل فيه لغة أُخرى وهي كسر الذال وتشديد الياء ، وهو الماء الذي يخرج من الذكر عند الإنعاظ ، قال : وفي الحديث من قول عليّ : « كنت رجلًا مذّاءً » صيغة مبالغة على زنة فعّال من المذي ، يقال : مذى يمذي وأمذى يمذي ، وقوله : يعني علياً عليه السلام « فاستحييت » : هي اللغة الفصيحة . [ الحديث 5 و 6 ] قال : فأمّا ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد ( بن إسماعيل ) [1] بن بزيع ، قال : سألت الرضا عليه السلام عن المذي فأمرني بالوضوء منه ثم عدت عليه في سنة أُخرى فأمرني بالوضوء فقال : « إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أمر المقداد بن الأسود أن يسأل النبي صلى الله عليه وآله واستحيا أن يسأله فقال : فيه الوضوء » . فهذا الخبر لا يعارض ما قدّمناه من الأخبار لأنه خبر واحد ، وقد [2] تضمن من قصة أمير المؤمنين عليه السلام وأمره المقداد بمسألة النبي صلى الله عليه وآله وجوابه له ما ينافيه [3] المعروف في هذه القصة ، وهو الذي تضمنته رواية إسحاق بن عمار وأنّه حين سأله قال له : « ليس بشيء » على أنّه يحتمل أن يكون الراوي قد ترك بعض الخبر ، لأن محمد بن إسماعيل راوي هذا الخبر روى هذه القصة بعينها ، فإنه قال : أمرني بإعادة الوضوء ، قلت له : فإن لم أتوضّأ ، قال : « لا بأس » .
[1] ما بين القوسين أثبتناه من الاستبصار 1 : 92 / 295 . [2] في النسخ : ما . وما أثبتناه من الاستبصار 1 : 92 / 295 . [3] في الاستبصار 1 : 92 / 295 : ينافي .