قرصها فقلت حتى يغيب قرصها قال عليه السّلام إذا نظرت إليه فلم تره [1] ورواية ربيع بن سليمان وأبان بن أرقم وغيرهم . قالوا أقبلنا من مكة حتى إذا كنا بوادي الأخضر إذا نحن برجل يصلى ونحن ننظر إلى شعاع الشمس فوجدنا في أنفسنا فجعل يصلى ونحن ندعو عليه ونقول هذا شاب من شباب أهل المدينة فلما أتيناه إذا هو أبو عبد اللَّه جعفر بن محمد عليهم السّلام فنزلنا فصلينا معه وقد فاتتنا بركعة فلما قضينا الصلاة قمنا إليه فقلنا له جعلنا فداك هذه الساعة تصلي ؟ فقال عليه السّلام إذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب [2] وغيرها من الاخبار الدالة على انه بمجرد غيبوبة القرص واستتاره يدخل وقت المغرب فليس في المقام إطلاق وتقييد فدعوى انها من قبيل المطلق والمقيد سخيف كما لا يخفى . واما انها ليست من قبيل المجمل والمبيّن فهو واضح أيضا لأن معنى الغروب ليس أمرا مجملا حتى يحتاج إلى تفسير وبيان بل هو ضد الطلوع وهو أمر واضح غير محتاج إلى تفسير وبيان والا يلزم أن يكون الطلوع أيضا مجملا لما مر من انهما ضدان فبمعرفة معنى أحدهما يعلم معنى الآخر ضرورة وقهرا . فان قلت : ان قوله عليه السّلام ؟ إذا غابت الشمس أو وجبت أو غيرهما مما مر يحتمل أن يكون المراد من الغروب ، الحسي أو الحقيقي ومعنى كل واحد منها يغاير لمعنى الآخر كما هو معلوم في محله فحينئذ يكون المراد منه مجملا محتاجا إلى البيان ومن المحتمل أن يكون المراد من غيبوبة الشمس هو غيبوبتها عن الأفق الحقيقي ولا طريق لنا إليه الا انا نعلم قطعا بحصولها إذا ذهبت الحمرة عن طرف المشرق فحينئذ تكون الأخبار الدالة على اعتبار ذهاب الحمرة بيانا ومفسرة لها . قلت : ان علماء الهيئة صرحوا بان من قام على سطح الأرض يرى الأفق الحقيقي فضلا عن الأفق الحسي الذي هو فوق الأفق الحقيقي . ومن هنا يظهر فساد قول صاحب الرياض وصاحب الذخيرة على ما حكى عنهما
[1] الوسائل ، أبواب المواقيت ، الباب 16 ، الحديث 25 . [2] الوسائل ، أبواب المواقيت ، الباب 16 ، الحديث 23 .