ومتمماته وان الكلام لا يتم إلا بجزئه الأخير كما هو واضح ومقرر في موضعه . لا سيما إيراد كلمة « إذا » الشرطية واختيارها من بين حروف الشرط دون « ان » الشرطية أو « لو » الشرطية أو غيرهما لما فيها من الدلالة على تحقق الفعل ووقوعه فعلا فان كلمة « إذا » إنما يستعمل في موارد المحقق الوقوع وإضافة اليوم إلى الضمير الراجع إليه في المقام الظاهر في اليوم الذي خرج فيه ، قرينة على ان المراد من إطلاق الشغل ، الشغل الفعلي . فعلى هذا يقدم ظهور الذيل على ظهور الصدر فيكون الرجوع من يومه حينئذ معتبرا حين كانت المسافة أربعة فراسخ . هذا حاصل استدلالهم في المقام لكن لا يخفى ما فيه من الإشكال : أما أولا فإن غرض الإمام عليه السّلام من قوله : « فقد شغل يومه » اما إرجاع ذهاب بريد وإياب بريد فيها إلى الصنف الثاني وهو مسيرة يوم أو بياض يوم في رواية سماعة وغيرها قال : سألته عن المسافر في كم يقصر الصلاة ؟ فقال في مسيرة يوم وذلك بريدان وهما ثمانية فراسخ . [1] ومعلوم انه لا يشترط في نفس مسيرة يوم رجوع من يومه التي هي الأصل بالنسبة إلى الموثقة المزبورة لقياسها عليها فيكون حالها مثل حالها في عدم الاشتراط والا يلزم اعتبار شيء في الفرع زائدا على الأصل واما إرجاعه إلى مضامين الأخبار الدالة على اعتبار البريدين في وجوب التقصير من روايات الصنف الأول [2] ومعلوم أيضا ان المقصود منها اعتبار قصد سير بريدين في المسافة بلا لزوم كون السير المزبور ليومه بل ولو تحقق في ضمن أزيد من يوم واحد كفى في القصر كما مر هناك والا فلو اعتبر فيها شيء آخر يلزم مزية الفرع على الأصل أيضا . وثانيا سلمنا ان الشغل إذا أطلق يراد منه الشغل الفعلي وانه مقدم على ظهور إطلاق الرجوع لما مر من القرينة المتوهمة لكن الشغل المذكور هنا ما أريد منه
[1] الوسائل ، أبواب صلاة المسافر ، الباب 1 ، الحديث 8 و 13 [2] الوسائل ، أبواب صلاة المسافر ، الباب 1 ، الحديث 7 و 11