نعم بعض المتأخرين قد عمل بمضمونها فقال بتعين القصر أيضا . ويدل على التعين اخبار العرفات مثل صحيحة معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : ان أهل مكة يتمون الصلاة بعرفات فقال : ويلهم أو ويحهم وأي سفر أشدّ منه لا ، لا تتم . [1] وفي رواية أخرى قال : قال عليه السّلام : ويل لهؤلاء الذين يتمون الصلاة بعرفات اما يخافون اللَّه فقيل له فهو سفر ؟ فقال : وأي سفر أشد منه ! [2] وفي رواية زرارة عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام قال : حج النبي ( ص ) فأقام بمنى ثلاثا فصلى ركعتين ثم صنع ذلك أبو بكر وصنع ذلك عمر ثم صنع ذلك عثمان ست سنين ثم أكملها عثمان أربعا فصلى الظهر أربعا ثم تمارض ليشد بذلك بدعته فقال للمؤذن اذهب إلى على عليه السّلام فقل له فليصل بالناس العصر فقال : اذن لا أصلي إلا ركعتين كما صلى رسول اللَّه ( ص ) فرجع المؤذن فأخبر عثمان بما قال على عليه السّلام فقال : اذهب إليه وقل له انك لست من هذا في شيء اذهب فصل كما تؤمر فقال على عليه السّلام : لا واللَّه لا افعل انتهى موضع الحاجة . [3] ويدل عليه أيضا رواية إسحاق بن عمار قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر ( ع ) عن قوم خرجوا في سفر فلما انتهوا إلى الموضع الذي يجب عليهم فيه التقصير قصروا من الصلاة فلما صاروا على فرسخين أو على ثلاثة فراسخ أو على أربعة تخلف عنهم رجل لا يستقيم لهم سفرهم الا به فأقاموا ينتظرون مجيئه إليهم وهم لا يستقيم لهم السفر إلا بمجيئه إليهم فأقاموا على ذلك أياما لا يدرون هل يمضون في سفرهم أو ينصرفون . هل ينبغي لهم ان يتموا الصلاة أم يقيموا على تقصيرهم !
[1] الوسائل أبواب صلاة المسافر ، الباب 3 الحديث 1 [2] الوسائل أبواب صلاة المسافر ، الباب 3 الحديث 12 [3] الوسائل أبواب صلاة المسافر ، الباب 3 الحديث 9 ، والحديث طويل جدير بالمطالعة ليعلم انه كيف لعب أصحاب الهواء بسنن رسول اللَّه ( ص ) .