من السور والآيات التي تنضم إليها ولا خصوصية فيها بل هي بكل الخصوصية موجودة في سورة أخرى ولا تفاوت بينهما مع انه لم يعرف نزول سورة واحدة مع بسملتها من القرآن إلا سورة الانعام فقط فظهر من ذلك انه لا خصوصية لبسملة كل سورة غير كونها أمرا مشتركا صالحا لانضمام كل سورة بها ونظير ذلك الآيات المشتركة الواقعة في القرآن بين السورتين مثل : « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ والْمُنافِقِينَ » إلخ [1] . فإنها واقعة في موضعين من القرآن : من سورة التحريم وسورة البراءة فإذا قرأ شخص هذه الآية يكفي في تعين ذاك الأمر المشترك لإحداهما الإتيان بالآيات الباقية من كل سورة فإنه كما يتعين بالقصد كذلك يتعين بالضم والتعقيب وهذا نظير قراءة مصراع مشترك بين شعر الأعشى وشعر الفرزدق من دون ان يقصد كونه جزءا من أي البيتين فيكفي في التعين وصدق أنه قرأ شعر الأعشى أو الفرزدق إذا أتى بما يرتبط به من المصراع من أحد الشاعرين ولا وجه للزوم تعيينه عند قراءته من كونه من قول الأعشى أو الفرزدق . الثالث صلاة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ليلة المعراج التي قرأ فيها اجزائها بتعليم جبرئيل جزءا فجزءا إلى آخر الصلاة وهي أيضا ظاهر فيما صرنا إليه . في الجمع بين السورتين . ويعبر عنه بالقرآن وقبل الخوض في الاستدلال لا بد من تحرير محل النزاع حتى يكون محلا للكلام وصالحا للحكم بالمنع والجواز ولا يكون خروجا عما وقع عليه النقض والإبرام في كلمات الأعلام فنقول : انه يتصور للقران صور ثلاث . تارة يكون قراءة السورة الأولى بقصد الجزئية من الصلاة والسورة الثانية بقصد القرآن والذكر .