نام کتاب : أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنة نویسنده : عادل العلوي جلد : 1 صفحه : 29
أبناء البشرية الذين تشلّ حركتهم ، ولرأينا جيشاً جرّاراً من العاطلين والمشوّهين الذين قطعت أطرافهم بحدّ السرقة والردّ على هذه الشبهة يسير جدّاً ، وهو أن نقول لهم : انظروا إلى المجتمع الذي كان في عهد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعهد الخلفاء الراشدين والأمن الذي كان ينتشر فيه ، والسعادة التي كانت ترفرف عليه حين كانوا ينفّذون أحكام الشريعة بدقّة من غير إهمال . وقارنوا بينه وبين المجتمع الذي نحن فيه مع وجود المال ، وانتشار الحضارة والمدنيّة في كلّ مكان ، ولكنّ الأمن غير مستتبّ ، والناس غير آمنين على أموالهم وأنفسهم ، والفساد قد عمّ كلّ مكان والسرقات من الأفراد والجماعات والحكومات سرّاً وعلانية ، بل إنّ العصابات تسلَّطوا على الناس في الشوارع والطرقات في الليل ورابعة النهار ، وفي المحلَّات والسيّارات والمركبات ، وذلك كلَّه لعدم تنفيذ حدود الإسلام والتمسّك بأحكام الشريعة الغرّاء . فتنفيذ حدّ السرقة هو العلاج الوحيد لهذه الفوضى التي نعيش فيها في هذا الزمان كما أنّهم طعنوا في أحكام الشريعة وقالوا جهلًا منهم أنّ اليد إذا اعتدى عليها تقوّم في الدية بخمسمائة دينار من الذهب الخالص ، فكيف تقطع في ثلاثة دراهم وهو مال حقير ، وقد ذكروا أنّ أبا العلاء المعرّي لمّا قدم بغداد اشتهر عنه أنّه أورد إشكالًا على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار ونظم في ذلك شعراً دلّ على جهله ، وقلَّة عقله ، فقال : يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض حالنا إلَّا السكوت له وأن نعوذ بمولانا من النارِ ولمّا قال ذلك واشتهر عنه تطلَّبه الفقهاء ، فهرب منهم ، وقد أجابه الناس في ذلك بأجوبة كثيرة ، وكان جواب القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله أن قال : لمّا
29
نام کتاب : أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنة نویسنده : عادل العلوي جلد : 1 صفحه : 29