responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستطرفات السرائر « باب النوادر » ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 278


أبي عبد الله البرقي .
بسم الله الرحمن الرحيم : قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي في خطبة كتابه الذي قد وسمه بكتاب المحاسن : اما بعد ، فإنّ خير الأمور أصلحها ، وأحمدها أنجحها ، وأسلمها أقومها ، وأنشدها أعمّها خيراً ، وأفضلها أدومها نفعاً ، وإنّ قطب المحاسن الدين ، وعماد الدين اليقين ، والقول الرضي والعمل الزكي ، ولم نجد في وثيقة المعقول ، وحقيقة المحصول ، عند المناقشة والمباحثة لذي المقايسة والموازنة ، خصلة أجمع لفضائل الدين والدنيا ، ولا أشد تصفية لأقذاء العقل ، ولا أقمع لخواص الجهل ، ولا أدعى إلى اقتناء كل محمود ، ونفي كل مذموم ، من العلم بالدين .
وكيف لا يكون ذلك كذلك ما منّ الله عز وجل سببه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستودعه ومعدنه ، وأولوا النهى تراجمته وحملته ، وما ظنك بشيء الصدق خلّته ، والذكاء والفهم آلته ، والتوفيق والحكم قريحته ، واللين والتواضع نتيجته ، وهو الشيء الذي لا يستوحش معه صاحبه إلى شيء ، ولا يأنس العاقل مع نبذه بشيء ، ولا يستخلف عنه عوضاً يوازيه ، ولا يعتاض منه بدلاً يدانيه ، ولا تحول فضيلته ، ولا تزول منفعته ، وأنّى لك بكنز باق على الانفاق ، لا يقدح فيه يد الزمان ، ولا تكلمه غوائل الحدثان ، وأقلّ خصاله الثناء له في العاجل ، مع الفوز برضوان الله في الآجل ، وأشرف بما صاحبه على كل حال مقبول ، وقوله وفعله محتمل محمول ، وسببه أقرب من الرحم الماسة ، وقوله أصدق وأوفق من التجربة وإدراك الحاسة ، وهو نجاة من تسليط التهم ، وتحاذير الندم ، وكفاك من كريم مناقبه ، ورفيع مراتبه ، أنّ العالم بما أدّى من صدق قوله شريك لكل عامل في

278

نام کتاب : مستطرفات السرائر « باب النوادر » ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست