مع ما استدركتم على مجموعة ابن محبوب من النقاش على وجهة نظر السيد الأستاذ ( دام ظلّه ) في اعتبار المجموعة لديه .
فإنّ ما ذكرتموه ليس قادحاً في حفظ الإسناد من المصنّف وغيره إلى صاحب الكتاب ، وإنّما النقاش راجع إلى ضعف نفس الروايات فيه تارة من حيث اسنادها حسب النظر الرجالي ، وأخرى من جهة الدلالة حسب النظر الفقاهي ، كما هو دأب مصنفنا في عدّة من روايات يرويها الشيخ قدس سره في نهايته أو مبسوطه ، ولا يرجع ذلك إلى النقاش منه في صدق الرواية من الشيخ .
فما ذكرتموه وتذكرون من جهات ضعف النوادر عموماً ، أو نوادر ابن محبوب خصوصاً ، فهي تامة لا غبار عليها ، وجهد ثمين له مكانته ، ولعلّ نفس عنوان ( النوادر ) كافٍ وشاهد إجمالي على نظرهم فيما يروون في ذلك الباب .
إلاّ أنّ هذا الرفض بحسب نظرهم الخاص بهم ، أما بالنسبة إلى غيرهم ممن صح الحديث عنده سنداً ومتناً ، وإن كان من النوادر فلا حرج عليه في الاستناد إلى ما وجده كذلك ، إذا لم يكن ممّن يعتدّ بمخالفة المشهور في تضعيف المعتبر ، أو بموافقتهم في تقوية المنكسر .
وأخيراً لا يلام مصنّف المستطرفات بأنّ رواياته عن غير المجموعتين المعتبرتين ( وجادة لا تصحح له التحمّل والنقل ) من نوادر أولئك المحدّثين بوجادته من كتبهم ، لأنّه كان قريب العهد بعصور مؤلّفيها ، فلعلّ تلك الكتب كانت حينئذٍ مقطوعة الانتساب إلى مؤلّفيها ، من ناحية انّ تلك العصور كانت متوفّرة فيها دواعي ضبط الأصول الإمامية ، وتأمينهم على حفظ النسبة ، أو الغلط أو الدس ، فلعلّه بالنسبة إليه قدس سره من الوجادة الصالحة للاستناد والتأييد لا الخاطئة

18