وسلم في قميصه [1] وكفنه في ثلاث أثواب : ثوبين صحاريين [2] وثوب حبرة يمنية [3] . ولحد له أبو طلحة ، ثم خرج أبو طلحة ودخل علي عليه السلام القبر ، فبسط يده فوضع النبي صلى الله عليه وآله فأدخله اللحد . وقال العالم عليه السلام : إن عليا عليه السلام لما أن غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفرغ من غسله ، نظر في عينه [4] فرأى فيها شيئا ، فانكب عليه فأدخل لسانه فمسح ما كان فيها ، فقال : " بأبي وأمي يا رسول الله ( صلى الله عليك ) [5] طبت حيا وطبت ميتا " . قال العالم عليه السلام [6] : وكتب أبي في وصيته : أن أكفنه في ثلاث أثواب : أحدها رداء له حبرة وكان يصلي فيه يوم الجمعة ، وثوب آخر ، وقميص ، فقلت لأبي : لم تكتب هذا ؟ فقال : إني أخاف أن يغلبك الناس ، يقولون : كفنه بأربعة أثواب أو خمسة ، فلا تقبل قولهم . وعصبته بعد بعمامة ، وليس تعد العمامة من الكفن ، إنما تعد مما يلف به الجسد ، وشققنا له القبر شقا من أجل أنه كان رجلا بدينا وأمرني أن أجعل ارتفاع قبره أربعة أصابع مفرجات [7] . وقال العالم عليه السلام [8] : تتوضأ إذا أدخلت القبر الميت [9] ، واغتسل إذا غسلته [10] ولا تغتسل إذا حملته . وإذا أردت أن تصلي على الميت فكبر عليه [11] خمس تكبيرات يقوم الإمام عند وسط الرجل وصدر المرأة ، يرفع اليد بالتكبير الأول ، ويقنت بين كل تكبيرتين ،
[1] مختلف الشيعة : 44 ، وفيه : " وقد تواترت الأخبار ( عنهم ) عليهم السلام أن عليا . " . [2] نسبة إلى صحار قرية باليمن تنسب إليها الثياب . " مجمع البحرين - صحر - 3 : 361 " . [3] ورد باختلاف يسير في الكافي 3 : 143 / 2 والتهذيب 1 : 291 / 850 . [4] في نسخة " ض " : " عينيه " . [5] ليس في نسخة " ش " . [6] في نسخة " ض " : " قاله العالم عليه السلام " . [7] التهذيب 1 : 300 / 876 باختلاف يسير [8] ليس في نسخة " ض " ، وكذا في الموارد الآتية . [9] التهذيب 1 : 321 / 934 . [10] ورد مؤداه في الفقيه 1 : 98 / 451 . [11] ليس في نسخة " ش " .