نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 70
أو عاميا بالسير مخالطة ، ومنه ما يحتاج تناه [1] في المخالطة وقراءة الكتب وسماع الروايات إلى غايات بعيدة . ومنه ما يتوسط بين هذين الطريقين بحسب التوسط في المخالطة . وقد علمنا أن كل عاقل اختلط بعض الاختلاط بأهل اللغة العربية ، يعلم ضرورة أن هذه اللغة تسمية [2] الحائط بالجدار والسيف بالحسام ، وإن لم يعلم دقائق اللغة وغوامضها . ومن لم يقف على هذا الحد وزادت مخالطته وسماعه وقراءته ، علم ما هو أكثر من ذلك . وعلى هذا إلى أن ينتهي إلى علم سرائر اللغة وكوامنها ، فإنه موقوف على من استوفى شروط المخالطة كلها ، وبلغ في القراءة وسماع الروايات إلى الغاية القصوى . فأما المظنون فهو ما رواه الواحد ولم يجمع باقي أهل اللغة عليه ، فإنهم أبدا يقولون في كتبهم : هذا تفرد بروايته فلان ، ولم يسمع إلا من جهته . والمشتبه هو الذي اختلف فيه علماء أهل اللغة ، فروى بعضهم شيئا ، وروى آخرون خلافه . ولا معول في أن أهل اللغة يستشهدون في كتبهم بالبيت من الشعر الذي لا يقال بإضافته إلى شاعره . ولو عملت أيضا الإضافة لما وثق في اضافته إلى لغة جماعة العرب بقول الشاعر الواحد ، لأن ذلك لمن فعله من أهل الكتب والتصنيف لا يدل على أنهم أوردوه احتجاجا وتطرقا إلى العلم . بل يجري ذلك مجرى من روى ودون في الكتب وخلد في المصنفات خبر الهجرة وبدر وحنين ، والصلاة إلى القبلة ، وصوم شهر رمضان ، وما أشبهه