نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 379
أمثلة ظاهرة لا تحصى قد أوردناها في كتابنا . منها أن أحدنا يضع الماء على الطريق ، لينتفع به المارة في ذلك الطريق وإنما يكون وضعه للماء متوجها إلى جهة انتفاع الناس به بالإرادة المتناولة له على هذا الوجه . ولا يجوز أن يكون المؤثر في إرادته بشرب [1] المارة في الطريق له ، لأنه لا يريد ذلك ، وإن كان وضعه للماء متوجها إلى هذا الوجه دون غيره . وقد يبحث أحدنا مائدة ليأكل هو وغيره من الناس عليها الطعام ، ولا يجب أن يكون في حال بحثه لها مريدا من نفسه ومن غيره الأكل ، وإنما توجه بحثها إلى هذه الجهة دون غيره بالإرادة المتناولة لتجارتها لهذا الوجه . وكذلك قد يخيط قميصه ليلبسه ولا يكون في حال خياطته مريدا لنفسه ، ولو كان كذلك لوجد نفسه مريدا في الحال للبس . وكذلك قد يغرس نخلة أو شجرة وهو يماله من ثمرتها ، وهو في حال الغرس لا يريد أكله منها ولا أكل غيره أيضا ، وإنما كان الأغراس لهذا الوجه للإرادة المتناولة له على هذا الوجه . فأما ما مضى في المسألة من أن الله تعالى يؤلم الأطفال للمصلحة والغرض - إلى قوله : - فقد بان أن لفظة اللام لا تفيد إرادة ما دخلت عليه ، فلا شبهة في أن الغرض بالفعل الذي قصد به إليه لا يوجب تعلق الإرادة بذلك الغرض . فكيف ظن علينا أنا نذهب إلى ذلك حتى وقع التشاغل بالكلام عليه ، وقد قلنا أن الغرض إذا كان هو الداعي إلى الفعل ، فلا بد من إرادة يتناول الفعل عند حدوثه ، حتى يكون لها مفعولا لهذا الوجه ومتوجها غيره . وقد بينا في كتاب ( الذخيرة ) وغيره أن الله تعالى لا يفعل الآلام بالأطفال