نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 377
لا يجوز أن يكون فعل ذلك لغير غرض لأنه عبث ، ولا لغرض هو الاغراء بالقبيح لقبح ذلك ، فلم يبق إلا أن يكون الغرض فيه التعريض فيه للثواب ، بأن يفعل الواجب ويمتنع من القبيح ، فلا بد من كونه مريدا لهذا الوجه دون غيره ، وإلا لم يتخصص ما فعله لهذا الغرض دون غيره مع احتماله للكل . ورابعها : أنه تعالى لو لم يقصد بإيلام أهل النار والعقاب المستحق ، لكان ظالما . وكذلك ما فعله بأهل الجنة من الثواب لا بد أن يقصد به فعل المستحق عليه منه ، لأنه لا يكون مختصا بهذه الوجه [1] مع احتماله لغيره إلا بمخصص . وما يرد على هذين الدليلين الأخيرين ويعترض به عليهما يأتي في الكلام على ما جري في أثناء المسائل الواردة . ونعود إلى تصفح ما في المسألة : أما الالزام لنا أن يكون خلقه لنا لينفعنا بالثواب لا يقتضي الإرادة ، بل يكفي فيه الداعي إلى ذلك . فهو غير صحيح ، لأنا قبل كل شئ لا نقول أن خلقه تعالى لنا لينفعنا ، إنما كان بهذه الصفة لأجل أنه تعالى يريد منا الطاعة التي نستحق بها الثواب ، لأنه تعالى في ابتداء خلقه للمكلف وقبل أن يكمل ، قد خلقه لهذا الوجه ، وهو في تلك الحال ما كلفه للطاعة ولا أرادها منه ، فلا بد من أمر يقتضي توجه هذا الخلق إلى هذه الجهة التي عيناها من بين سائر الجهات التي يحتمل الخلق له يكون مخلوقا لها ، وليس ذلك إلا إرادته تعالى كونه خلقا لهذا الوجه دون ما عداه من الوجوه . لأن الإرادة عندنا تتعلق بالمرادات على وجوه مختلفة ، وليست خارجة [2] في التعلق مجرى القدرة ، بل تجري مجرى الاعتقادات . ولهذا تختلف الإرادتان