نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 376
إلى الفعل يدعو إلى إرادته . فقد ثبت أنه تعالى فعل العالم بغرض بخص العالم بداعية إلى الخلق العالم يدعوه إلى فعل إرادة خلقه ، والمنع من الإرادة يستحيل عليه تعالى ، فلا بد من كونه مريدا لخلق العالم . وإنما شرطنا الشرطين اللذين ذكرناهما ، لأن الإرادة يفعلها أحدنا وإن لم يردها بإرادة أخرى ، من حيث أن الداعي إليها هو الداعي إلى المراد ، ولا ينفرد بداع يخصها . ألا ترى أن من دعى الداعي إلى الأكل ، فإنه يفعل إرادة للأكل وإن كان لا يريد هذه الإرادة ، لأن داعي الأكل هو داع فيها داعي يخصها ومن أشرف على الجنة وأعجزه الله تعالى من أفعال القلوب ، أو فعل فيه إرادة ضرورية لدخول النار لا يقع منه إلا دخول الجنة وإن لم يكن مريدا لدخولها ، لأنه ممنوع من هذه الإرادة . وثانيها : أنه قد ثبت كونه تعالى مخبرا وأمرا ومخاطبا ، والكلام لا يقع على هذه الوجوه لوجوده ، ولا حدوثه ولا جنسه ولا سائر أحواله ، فلا بد من أن يكون على هذه الصفة التي يجوز أن يكون عليها تارة ، ولا يكون أخرى لأمر من الأمور . وقد بينا أن صفاته كلها لا تؤثر في ذلك ولا صفات فاعله من كونه حيا ومدركا وعالما وقادرا ومشتهيا وناظرا ، لأن المعلوم الواضح أن هذه الصفات لا تؤثر في وقوع الخطاب على تلك الوجوه ، فيعلم لا محالة أن المؤثر هو كونه مريدا . وهذه الدلالة مستقصاة في الكتاب ( الملخص ) ومنتهى فيه إلى غايتها . وثالثها : أنه تعالى قد خلف فينا الشهوات المتعلقة بالقبائح ، وتقرأ على المحسنات ، ومكننا من فعل كل ما تشتهيه ، ولم يعينا ( 1 ) بالحسن عن القبيح
ظ : ولم يمنعا .
376
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 376