نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 328
المعارف من جهته . بل أوجبناها لما قد تقدم بيانه من تعين الرئاسة لطفا في ارتفاع القبائح العقلية وفعل الواجبات العقلية . ومعلوم ضرورة أن الظلم والضيم إذ هما معللان مع وجود الرئيس القوي اليد النافذ الأمر ، يقعان ويكثران مع فقده أو ضعف يده ، وهذه إشارة إلى ما لا يمكن جحده ولا دفعه . وقد كان ينبغي لمن أراد أن يطعن في جهة وجوب الإمامة أن يتشاغل بما اعتمدنا عليه ، لا بذكر المعرفة بالله تعالى وحكمته وعدله ، فإن ذلك مما لم نعول عليه قط في وجوب الإمامة . فإذا كنا قد بينا جهة حاجة إلى الرئاسة عقلية لازمة لكل من كلف على كل حال ، فقد سقط قول من يدعي أنها يجري مجرى الألطاف الشرعية والمصالح الدنيوية . فأما ما جرى في آخر هذا الكلام من قياس الإمام على الأمير أو الحاكم ، وأنه كما لا يجب عصمتهما لا يجب عصمته فهذا لعمري هو كلام على دليلنا في وجوب العصمة وإن كان من بعد . والفرق بين الإمام وخلفائه من أمير وغيره في وجوب العصمة أما فإنما [1] أوجبنا عصمة الإمام من حيث لو لم يكن معصوما يوجب عصمته إلى إمام ، كما احتاج إليه من هذه صفته ، وفي علمنا بأنه لا إمام له ولا يد فوق يده ، دلالة على أنه معصوم وعار من الصفة المفتقرة إلى إمام ، وهي ارتفاع العصمة وجواز المعاصي . ولما جاز في الأمير ومن عداه أن يكون غير معصوم ، كان له إمام يأخذ على يده ، وهو إمام للكل ، فبان الفرق بين الإمام والأمير .