نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 33
ومعلوم أن أخبار الآحاد لا تقبل في النبوة ولا هي حجة في المعجزات ، ولا قال أحد من العلماء أن النبوات تثبت عند قريب ولا بعيد بأخبار الآحاد ، بل بالأخبار الموجبة للعلم المزيلة للريب . < فهرس الموضوعات > اشكال عمل الرسل بأخبار الآحاد بشكل آخر < / فهرس الموضوعات > [ أشكال عمل الرسل بأخبار الآحاد بشكل آخر ] وإنما كان يسأل قديما عن هذا السؤال على وجه يخالف ما تضمنه هذا الفصل ، فيقال : إن النبي صلى الله عليه وآله بعث أمراءه وعماله إلى أطراف البلاد ، لينقلوا أحكام الشريعة وينشروها ، فلو لم يكن متعبدا لمن [1] يمضي هؤلاء الرسل إليه وأهل الأطراف بأن يعملوا بأقوالهم ، فكان إنفاذهم عبثا . فنحتاج إلى أن نقول لهذا السؤال : إن أول شئ بعث به رسله وعماله للدعاء إلى الدين والاقرار بالنبوة والرسالة ، وبهذا أمرهم أن يبدأوا قبل كل شريعة وعبادة ، ومعلوم لا خلاف فيه بيننا أن الرسالة والنبوة مما لا يقبل فيه أخبار الآحاد . فإذا قالوا : إنما أنفذ بالرسل والعمال منبهين على النظر في أدلة النبوة وإعلام الرسالة ، ولم نوجب قبول أقوالهم ، وإنما لأقوالهم حظ التخويف والتحذير والدعاء إلى النظر في الأدلة الموجبة للعلم ، وليس يجوز يثبت عندهم أعلام النبوة وأدلة الرسالة إلا بالنقل المتواتر الذي يوجب العلم ويرفع الشك . فنقول لهم حينئذ : وهكذا نقول في أحكام الشريعة مثل قولكم في أدلة النبوة سواء . وصاحب الكلام في هذا الفصل قد كفانا هذه المؤنة وأغنانا [2]