نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 34
عن أن ننقل الكلام إلى أن الرسل والعمال إنما يدعون أولا إلى النبوة وتصديق الرسالة ، بأن صرح بذلك في سؤاله ، وجعل الرسل الذين أنفذوا لهذا الغرض فلم يبق في كلامه شبهة ، لأنه ما جرى في كلامه لمسألة الخلاف التي هي العمل في أحكام الشريعة بأخبار الآحاد ذكر ، وإنما جرى ذلك لما لا خلاف في أنه يعمل [1] بأخبار الآحاد فيه ، ولا يلتفت إليها في شئ منه . وتحقيق هذا الكلام : أن النبي صلى الله عليه وآله إنما كان يبعث بالرسل إلى بلاد قد اتصل بسكانها خبر نبوته ، ونقل إليها أعلام دعوته ، كما نقل إليها ظهوره صلى الله عليه وآله ودعاؤه إلى نفسه ، ووسم [2] هؤلاء الرسل أن يدعوهم إن كانوا غير عارفين بالله تعالى أولا إلى معرفته ، ويبثهم على العلم به والرجوع إلى الأدلة القاطعة في ذلك . ونحن نعلم أن قول هؤلاء ليس بحجة في المعارف ، وإنما له حظ للتنبيه والتخويف ، والحث على تأمل الأدلة والنظر فيها . فإذا عرفوا الله تعالى لو كانوا عارفين به قبل مصيرهم إليهم دعوهم إلى العلم بنبوته صلى الله عليه وآله وصدق دعوته ، والرجوع في ذلك إلى الأدلة القاطعة ، والحجج البينة التي ليس من جملتها أقوال هؤلاء الرسل . فإذا عرفوا ذلك بأدلته وعلموه من طرقه ، ينبهونهم على الشرائع التي ورد النبي صلى الله عليه وآله بها وأحالوهم في العمل بها والقطع عليها ، على المتواتر الشائع من الأخبار ، ولم يلزموهم قبول أقوالهم في ذلك ، كما لم يفعلوا مثله فيما تقدم . فلا اعتراض على ما أوضحناه بإنفاذ الرسل ، ولا شبهة تقع في مثله ،