نام کتاب : تحريم ذبائح أهل الكتاب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 25
وحظر الاستباحة على الشك والريب ، فوجب اختصاصها بذبيحة الدائن بالشريعة ، المقر بفرضها ، دون المكذب بها ، المنكر لواجباتها ، إذا كان غير مأمون على نبذها ، والتعمد لترك شروطها لموضع كفره بها ، والقربة بإفساد أصولها ، وهذا موضح عن حظر ذبائح كل من رغب عن ملة الإسلام . فصل وشئ آخر ، وهو أن القياس المستمر في السمعيات ، على مذاهب خصومنا يوجب حظر ذبائح أهل الكتاب من قبل أن الاجماع حاصل على حظر ذبائح كفار العرب ، وكانت العلة في ذلك كفرهم ، وإن كانوا مقرين بالله عز وجل ، فوجب حظر ذبايح اليهود والنصارى لمشاركتهم من ذكرناه في الكفر ، وإن كانوا مقرين لفظا بالله جل اسمه على ما بيناه . وشئ آخر ، وهو أنا وجمهور مخالفينا نرى إباحة من سها عن ذكر الله من المسلمين لما يعتقد عليه من النية من فرضها [1] ، فوجب أن يكون ذبيحة من أبى فرض التسمية محظورة ، وإن تلفظ عليها بذكرها ، وهذا مما لا محيص عنه . سؤال فإن قالوا فما تصنعون في قول الله عز وجل : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ) [2]
[1] قال القرطبي في تفسير 7 : 75 ( إن تركها سهوا أكلا جميعا وهو قول إسحاق ورواية عن أحمد بن حنبل ) . وقال في المصدر السابق : وإن تركها عمدا لم يؤكلا ، وقاله في الكتاب مالك وابن القاسم وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن حي وعيسى وأصبغ وقاله سعيد بن جبير وعطاء واختاره النحاس . [2] المائدة : 5 .
25
نام کتاب : تحريم ذبائح أهل الكتاب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 25