نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 73
وإنما روى أبو جعفر رحمه الله ما سمع ، ونقل ما حفظ ، ولم يضمن العهدة في ذلك . وأصحاب الحديث ينقلون الغث والسمين ، ولا يقتصرون في النقل على المعلوم [1] ، وليسوا بأصحاب نظر وتفتيش ، ولا فكر فيما يروونه وتمييز ، فأخبارهم مختلطة [2] لا يتميز منها الصحيح من السقيم إلا بنظر في الأصول ، واعتماد على النظر الذي يوصل إلى العلم بصحة المنقول . فأما كتب أبي علي بن الجنيد ، فقد حشاها بأحكام عمل فيها على الظن ، واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس [3] الرذل [4] ، فخلط بين المنقول عن الأئمة عليهم السلام وبين ما قال برأيه ، ولم يفرد أحد الصنفين من الآخر . ولو أفرد المنقول من الرأي لم يكن فيه حجة ، لأنه لم يعتمد في النقل المتواتر من الأخبار ، وإنما عول على الآحاد . وإن كان [5] في جملة [6] ما نقل غيره من أصحاب الحديث ما هو معلوم ، وإن لم يتميز لهم [7] ذلك لعدولهم عن طريق النظر فيه ، وتعويلهم على النقل خاصة ، والسماع من الرجال ، والتقليد دون النظر والاعتبار .
[1] في " م " : العلوم . [2] في " م " : مختلفة . [3] في " م " : وا لقياس . [4] الرذل : الردئ . [5] في " م " : وإما كانت . [6] في " ب " و " ج " : حمله . [7] في " م " : له .
73
نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 73