نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 80
شئ ، لأنه طاهر ، لأن ذرق مأكول اللحم طاهر بغير خلاف بين أصحابنا ، فأما الجلال : فإنه غير مأكول اللحم ما دام جلالا ، وقد اتفقنا على نجاسة ذرق غير مأكول اللحم من سائر الطيور ، وقد رويت رواية شاذة لا يعول عليها ، أن ذرق الطائر طاهر ، سواء كان مأكول اللحم أو غير مأكول والمعول عند محققي أصحابنا والمحصلين منهم ، خلاف هذه الرواية ، لأنه هو الذي يقتضيه أخبارهم المجمع عليها . وحد الجلل : هو أن يكون غذاؤه أجمع عذرة الإنسان لا يخلطها بغيرها . فأما المخلط من الدجاج ، فإن ذرقه طاهر إلا أنه مكروه ، فأما الذي لا يكون جلالا ولا مخلطا فذرقه طاهر ليس بمكروه ، فقد عاد الدجاج على هذا التحرير على ثلاثة أضرب : منه ما هو نجس ينزح له إذا وقع في ماء البئر خمس دلاء ، وهو ذرق الجلال . ومنه ما هو مكروه وليس بنجس . ومنه ما ليس بنجس ولا مكروه ، فليتأمل ذلك . وسمي جلالا لأكله الجلة وهي البعر ، إلا أن قد عاد العرف أنه هو الذي يأكل عذرة بني آدم دون غيرها من الأبعار والأرواث النجاسات . فأما ما يوجد في التصنيف لبعض أصحابنا من قوله : وروث وبول ما يؤكل لحمه ، إذا وقع في الماء لا ينجس ، إلا ذرق الدجاج خاصة ، فإذا وقع في البئر نزح منها خمس دلاء [1] فإطلاق موهم ، وعبارة فيها إرسال ، فإن أراد الجلال فيكون استثناء غير حقيقي ، بل مجازيا ، والكلام في الحقيقة ، دون المجاز . فإن اعتذر له معتذر ، وقال يكون استثناء حقيقيا ، لأنه قبل كونه جلالا يؤكل لحمه ، فقد استثنى المصنف من حاله الأولى فيصير حقيقيا ، فإنه غير وجه في الاعتذار ، وإن أراد المصنف سواء كان جلالا أو غير جلال ، مأكول اللحم أو غير مأكول اللحم ، فقد قدمنا أن إجماع أصحابنا منعقد ، والأخبار به متواترة ، وإن كل مأكول اللحم من سائر الحيوان ذرقه وروثه طاهر ، فلا يلتفت إلى خلاف ذلك ، إما من رواية شاذة ، أو قول مصنف معروف ، أو فتوى غير محصل
[1] هو الشيخ الطوسي قدس سره في مبسوطه في باب مياه الآبار .
80
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 80