نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 23
إدريس ، فقد علق عليه يقول : " وكأني بمن يسمع هذا الكلام ينفر منه ويستبعده ويقول : من قال هذا ؟ ومن ينظره في كتابه ؟ ومن أشار من أهل هذا الفن - الذين هم القدوة في هذا - إليه " . ؟ . وأحيانا نجد ابن إدريس يحتال على المقلدة : فيحاول أن يثبت لهم أن الشيخ الطوسي يذهب إلى نفس رأيه ، ولو بضرب من التأويل . ففي مسألة الماء المتنجس المتمم كرا بمثله يفتي بالطهارة ، ويحاول أن يثبت ذهاب الشيخ الطوسي إلى القول بالطهارة أيضا فيقول : " فالشيخ أبو جعفر الطوسي - الذي يتمسك بخلافه ويقلد في هذه المسألة ويجعل دليلا - يقوي القول والفتيا بطهارة هذا الماء في كثير من أقواله ، وأنا أبين إن شاء الله أن أبا جعفر تفوح من فيه رائحة تسليم هذه المسألة بالكلية إذا تؤمل في كلامه وتصنيفه حق التأمل ، وأبصر بالعين الصحيحة ، وأحضر له الفكر الصافي " آثار هذه الحركة العلمية : واستمرت الحركة العلمية التي نشطت في عصر ابن إدريس تنمو وتتسع وتزداد ثراء عبر الأجيال ، وبرز في تلك الأجيال نوابغ كبار صنفوا في الأصول والفقه وأبدعوا : فمن هؤلاء : المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن ( ت 676 ه ) وهو تلميذ تلامذة ابن إدريس ، ومؤلف الكتاب الفقيه الكبير " شرائع الإسلام " الذي أصبح بعد تأليفه محورا للبحث والتعليق والتدريس في الحوزة بدلا عن كتاب " النهاية " الذي كان الشيخ الطوسي قد ألفه قبل " المبسوط " . وهذا التحول من " النهاية " إلى " الشرائع " يرمز إلى تطور كبير في مستوى العلم ، لأن كتاب " النهاية " كان كتابا فقهيا يشتمل على أمهات المسائل الفقهية وأصولها ، أما الشرائع فهو كتاب واسع يشتمل على التفريع وتخريج
23
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 23