نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 21
إسم الكتاب : السرائر ( عدد الصفحات : 659)
وعما كان له من الدور الكبير في بث الحياة من جديد في الفكر العلمي ومقاومته لتلك الفترة من الفتور العلمي التقليدي بعد شيخ الطائفة الطوسي " قدس سره " فقد كتب في بداية مقدمته هذه للكتاب فقال : " إني لما رأيت زهد أهل هذا العصر في علم الشريعة المحمدية والأحكام الإسلامية ، وتثاقلهم طلبها وعداوتهم لما يجهلون وتضييعهم لما يعلمون ، رأيت ذا السن من أهل دهرنا هذا - لغلبة الغباوة عليه . مضيعا لما استودعته الأيام ، مقصرا في البحث عما يجب عليه علمه ، حتى كأنه ابن يومه ونتيج ساعته . ورأيت العلم عنانة في يد الامتهان ، وميدانه قد عطل منه الرهان تداركت منه الذماء الباقي ، وتلافيت نفسا بلغت التراقي " [1] . بين " السرائر " و " المبسوط " : ولا بأس هنا بدراسة " كتاب السرائر " ومقارنته بكتاب " المبسوط " وبذلك يمكننا أن ننتهي إلى النقاط التالية : 1 - إن " كتاب السرائر " يبرز العناصر الأصولية في البحث الفقهي وعلاقتها به بصورة أوسع مما يقوم به كتاب " المبسوط " بهذا الصدد ، فعلى سبيل المثال نذكر : أن ابن إدريس أبرز في استنباطه لأحكام المياه ثلاث قواعد أصولية وربط بحثه الفقهي بها ، بينما لا نجد شيئا منها في أحكام المياه من كتاب " المبسوط " وإن كانت هي بصيغتها النظرية العامة موجودة في كتب الأصول قبل ابن إدريس . 2 - إن الاستدلال الفقهي لدى ابن إدريس أوسع منه عما في كتاب " المبسوط " وهو يشتمل في النقاط التي يختلف فيها مع الشيخ على توسع في الاحتجاج وتجميع الشواهد ، حتى أن المسألة التي لا يزيد بحثها في " المبسوط " على