نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 17
ابن إدريس وابن زهرة : مر علينا في مشايخه : أبو المكارم حمزة الحسيني ، وهو حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي ( ت 585 ) عم تلميذه : محمد بن عبد الله بن زهرة ، وهو صاحب كتاب " غنية النزوع إلى علمي الفروع والأصول " [1] . " ونحن إذا لاحظنا أصول ابن زهرة وجدنا فيه ظاهرة مشتركة بينه وبين فقه ( تلميذه ) ابن إدريس تميزهما عن عصر التقليد المطلق للشيخ ، وهذه الظاهرة المشتركة هي : الخروج على آراء الشيخ والأخذ بوجهات نظر تتعارض مع موقفة الأصولي أو الفقهي ، وكما رأينا ابن إدريس يحاول في " السرائر " تفنيد ما جاء في فقه الشيخ من أدلة ، كذلك نجد ابن زهرة يناقش في " الغنية " الأدلة التي جاءت في كتاب " العدة " ويستدل على وجهات نظر معارضه ، بل يثير أحيانا مشاكل أصولية جديدة لم تكن مثارة من قبل في كتاب " العدة " بذلك النحو . ولا بأس أن نذكر مثالين أو ثلاثة للمسائل التي اختلف فيها رأي ابن زهرة عن رأي الشيخ : فمن ذلك : مسألة دلالة الأمر على الفور ، فقد كان الشيخ يقول بدلالته على الفور ، وأنكر ابن زهرة ذلك وقال : إن صيغة الأمر حيادية لا تدل على فور ولا تراخ ومن ذلك أيضا : مسألة اقتضاء النهي عن المعاملة لفسادها ، فقد كان الشيخ يقول بالاقتضاء ، وأنكر ابن زهرة ذلك ، مميزا بين مفهومي : الحرمة والفساد ، ونافيا للتلازم بينهما .