عنده ما نقول : ففي باب الإقرار من كتاب المتاجر ذكر مسألة إقرار المريض على نفسه ، وهي مسألة يبدو انّها مستمدّة من كتاب الغنية بإضافة منه ، ولذلك فقد ميّزنا ما أضافه منه بجعله بين خطين تمييزاً له عمّا هو من كتاب الغنية فراجع .
ج 3 / والجواب عن السؤال الثالث ، وهو لماذا لم يذكر كتاب دعائم الإسلام صريحاً ، ولا في مورد واحد مع اقتباسه منه في 45 مورداً ؟
وهذا سؤال وجيه ولكن يستبقه سؤال أول وهو : من أين لنا أنّ المصنّف استمد من دعائم الإسلام ، ما دام هو لم يصرّح بذلك ، ولم يذكر الكتاب في قائمة مصادره ؟
ولا شك أنّ الجواب على هذا السؤال أولى وأكثر أهميّة ، خصوصاً إذا قارنّا بدقة بين ما جعلناه مستمدّاً من الدعائم وبين ما ورد فيها ، فانّا نجد التفاوت ملحوظاً بينهما في اللفظ وفي العرض ، بشكل قد لا يوائم بينهما إلا الباحث المتتبع ، الذي يعتبر ذلك نحو تعمّد من المصنّف في إضفاء التعتيم والتضبيب على عملية النقل من الدعائم .
فهو ينقل الحديث بالمعنى - غالباً - وهو يحوّر في العنوان ، وهو يقدّم ويؤخّر في الموارد المشار إليها ، مما يوحي من طرف خفي إلى انه تعمّد ذلك لحاجة في نفسه .
ولكّنه ومع كل ذلك يبقي لنا كوة نستمدّ منها تسليط الضوء على الحقيقة ، وما هي الا تلك السمة البارزة التي لا تقرأ إلا في لغة كتابٍ مثل الدعائم

89