وهي نحو قوله :
وروي عن سيدنا جعفر بن محمد عليهما السلام .
وقال جعفر بن محمد عليهما السلام .
ويروي عن سيدنا أبي جعفر محمد عليه السلام .
ونحو ذلك مما هو من السمات البارزة في كتب الفاطميين ، ولا نجده مستعملاً في كتب أحاديث الإمامية ، فكان هذا بمثابة مؤشر دلّني على تتبع الدرب حتى النهاية .
أما لماذا لم يصرّح المصنّف باسمه أو اسم صاحبه في جميع الموارد ؟
فانّا إذا استرجعنا من مخزون ذاكرتنا ما مرّ بنا آنفاً ، وسبق أن قرأناه عن المصنّف في موضوع ( بيئته وعصره ) بأنّه عاش في القرن السادس الهجري ، وعاصر من خلفاء بني العباس المقتفي والمستنجد والمستضيء والناصر لدين الله ، وعايش أحداثاً كثيرة منها انقراض حكم الفاطميين في سنة 567 ه‌ ، ولاحظنا تاريخ تصنيفه كتابه هذا - السرائر - في الفترة من سنة 577 ه‌ حتى سنة 579 ه‌ ، فانّا بعد ذلك كله ندرك انّه كان معذوراً كل العذر في كتمانه اسم المصدر الذي هو دعائم الإسلام ، والذي كان له شأن كبير عند الفاطميين حتى قال عنه بعضهم : ( أقوم مصدر لدراسة القانون عند الفاطميين ) [1] .
كما انّ مؤلّف الدعائم وهو القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد بن

[1] - دعائم الإسلام 1 : 9 ( المقدمة ) .

90