نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 496
ثلاثين يوماً على ما قدّمناه [1] . قال محمّد بن إدريس رحمه الله : وهذا قول صحيح محقق . ثمّ قال شيخنا أبو جعفر بعد ذلك : وإن كان مسيرهم أقلّ من أربعة فراسخ وجب عليهم التمام إلى أن يسيروا ، فإذا ساروا رجعوا إلى التقصير [2] . وهذا قول غير واضح ولا مستقيم ، بل هو خبر أورده إيراداً لا اعتقاداً ، ولا فرق بين المسألتين ، وقد رجع في مبسوطه عن هذا القول الّذي حكيناه عنه فيه نهايته ، فقال : من خرج من البلد إلى موضع بالقرب مسافة فرسخ أو فرسخين بنيّة أن ينتظر الرفقة هناك ، والمقام عشراً فصاعداً ، فإذا تكاملوا ساروا سفراً عليهم التقصير ، فلا يجوز أن يقصّروا إلاّ بعد المسير من الموضع الّذي يجتمعون فيه ، لأنّه ما نوى بالخروج إلى هذا الموضع سفراً يجب فيه التقصير ، فإن لم ينو المقام عشرة أيّام وإنّما خرج بنيته أنّه متى تكاملوا ساروا قصّر ما بينه وبين شهر ثمّ يتمم [3] . فإن أراد بالمسألة الثانية في النهاية أنّه ما نوى بالخروج إلى دون أربعة فراسخ سفراً يجب فيه التقصير ، وإنّما خرج بنية أنّه متى تكاملوا ووجد الرفقة سافر فإنّه يجب عليه التمام ، فهذا مستقيم صحيح ، وإن أراد أنّه خرج للسفر بنيّة السّفر ، فلما وصل دون الأربعة فراسخ توقف لينتظر الرفقة وما عزم على مقام عشرة أيّام ولا بدا له عن الرجوع من السفر ، فليس بصحيح ولا مستقيم ، بل
[1] - النهاية : 124 . [2] - النهاية : 125 . [3] - المبسوط 1 : 139 .
496
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 496