نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 491
عشرة أيّام وكان سفره شهراً . قلنا : فإن كان أقام في سفره خمسة أيّام ثمّ ورد إلى منزله وأقام فيه ثمانية أيّام فقد صار حضره أكثر من سفره ، والسائل يخرجه عند هذا التقدير متمّماً فلم يستقم له سؤاله واعتراضه الأوّل . وقول بعض المصنفين في كتاب له : ومن كان سفره أكثر من حضره ، وحدّه أن لا يقيم في منزله عشرة أيّام ، يريد به أنّ من كان سفره أكثر من حضره لا يزال في أسفاره متمّماً ما لم يكن له في بلده مقام عشرة أيّام ، فإذا كان له في بلدته مقام عشرة أيّام أخرجناه من ذلك الحكم ، لا أن المراد بقوله : إنّ كلّ من لم يقم في بلدته عشرة أيّام يخرج متمّماً من سائر المسافرين ، بل من كان سفره أكثر من حضره ، وعرف بالعادة ذلك من حاله وانطلق عليه هذا الاسم وتكرّر ، فالهاء في قوله ( وحدّه ) يرجع إلى هذا الّذي تكرر منه الفعل وانطلق عليه في العرف والعادة ، وصار سفره أكثر من حضره ، فحدّ هذا ألاّ يرجع إلى التقصير في أسفاره إلاّ بمقام عشرة أيّام في منزله ، فإن لم يقم عشرة أيّام وخرج إلى السفر يخرج متمّماً على ما كان حكمه في أسفاره أوّلاً فليلحظ ذلك ، فإنّ بعض من لحقناه من أصحابنا رحمهم الله كان يزلّ في هذه المسألة ويوجب بسفرة واحدة عليه التمام ، وكلام السيّد المرتضى في انتصاره في استدلاله الّذي قدّمناه عنه يشعر بصحة ما قلناه ، لأنّه قال : ومن ذكرنا حاله ممّن سفره أكثر من حضره لا مشقة عليه في السفر ، بل ربما كانت المشقة عليه في الحضر لاختلاف العادة . قال محمّد بن إدريس : ومن أقام في منزله مثلاً مائة سنة وسافر منه ثلاثة أيّام فحسب ثمّ حضر فيه يومين ثمّ سافر عنه ، مشقته في سفره الثاني كمشقته في
491
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 491