نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 490
وقال شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب الجمل والعقود [1] في فصلٍ في حكم المسافرين : والسفر الّذي يجب فيه الإفطار يحتاج إلى ثلاثة شروط : أن لا يكون السفر معصية ، وأن تكون المسافة بريدين ثمانية فراسخ أربعة وعشرين ميلاً ، ولا يكون المسافر سفره أكثر من حضره . فأتى بهذا القسم ولم يذكر باقي الأقسام لأنّهم داخلون فيه ، وكل هؤلاء يجب عليهم التمام في السّفر ، وإن كان لهم مقام في بلدهم عشرة أيّام وجب عليهم إذا خرجوا إلى السفر التقصير ، فإن عادوا إلى بلدهم من سفرهم بعد تقصيرهم ولم يقيموا فيه عشرة أيّام خرجوا متممين ، وهكذا يعتبرون حالهم . وليس يصير الإنسان بسفرة واحدة إذا ورد إلى منزله ولم يقم عشرة أيّام ممّن سفره أكثر من حضره ، بل بأن يتكرّر هذا منه ويستمر دفعات على توالٍ أدناها ثلاث دفعات ، لأنّ هذا طريقة العُرف والعادة بأن يقال : فلان سفره أكثر من حضره ، لأنّ من أقام في منزله مثلاً مائة سنة ثمّ سافر سفرة واحدة ، ثمّ ورد إلى منزله ولم يقم فيه عشرة أيّام ثمّ سافر ، فإنّه يجب عليه في السفر الثاني التقصير ، وإن كان لم يقم عشرة أيّام ، لأنّه لا يقال في العرف والعادة أنّ فلاناً هذا سفره أكثر من حضره بسفرة واحدة حتى يتكرّر هذا لفعال منه [2] . فإن قيل : فإن سافر الإنسان أوّل سفرة بعد الإقامة في المنزل مائة سنة وأقام في السفر مثلاً شهراً ، ثمّ ورد إلى منزله فأقام فيه أقلّ من عشرة أيّام ، ثمّ خرج فقد صار سفره أكثر من حضره الّذي في منزله ، وهو أقلّ من
[1] - الجمل والعقود : 124 . [2] - في مصورة نسخة دانشگاه ( بلغ معارضته بخطّ المصنف ) .
490
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 490