والدلو المراعي في النزح دلو العادة الغالبة دون الشاذة النادرة التي يستقى بها دون الدلاء الكبار أو الصغار الخارجة عن المعتاد والغالب الشامل لأنه لم يقيد في الخبر . [1] والنية لا تجب في نزح الماء وإن يقصد به التطهير لأنه لا دليل عليها ، وليس من العبادات التي تراعى فيها النية [2] بل ذلك جار مجرى إزالة أعيان النجاسات التي لا تراعى فيها النية فعلى هذا الوجه لو نزح البئر من يصح منه النية ومن لا يصح منه النية من المسلم والكافر والصبي والمجنون حكم بتطهير البئر [3] والأسئار على ضربين : سؤر بني آدم وسؤر غير بني آدم . فسؤر بني آدم على ثلاثة أضرب : سؤر مؤمن ومن حكمه حكم المؤمن ، وسؤر مستضعف ومن حكمه حكم المستضعف ، وسؤر كافر ومن حكمه حكم الكافر . فالأول والثاني طاهر مطهر والثالث نجس منجس .
فالمؤمن في عرف الشرع هو المصدق بالله وبرسله وبكل ما جاءت به ، والمستضعف من لا يعرف اختلاف الناس في الآراء والمذاهب ولا يبغض أهل الحق بل لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كما قال الله تعالى [4] ، وكل

[1] قارن المبسوط 1 : 12 .
[2] المصدر السابق نفسه .
[3] المصدر السابق نفسه .
[4] إشارة إلى قوله تعالى : * ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ) * النساء : 143 .

157