نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 153
فأما المخلط من الدجاج فإن ذرقه طاهر إلا أنه مكروه ، فأما الذي لا يكون جلالا ولا مخلطا فذرقه طاهر ليس بمكروه ، فقد عاد الدجاج على هذا التحرير على ثلاثة أضرب : منه ما هو نجس ينزح له إذا وقع في ماء البئر خمس دلاء وهو ذرق الجلال ، ومنه ما هو مكروه وليس بنجس ، ومنه ما ليس بنجس ولا مكروه فليتأمل ذلك . وسمي جلالا لأكله الجلة وهي البعر إلا أن قد عاد العرف أنه هو الذي يأكل عذرة بني آدم دون غيرها من الأبعار والأرواث النجسات . فأما ما يوجد في التصنيف لبعض أصحابنا من قوله : وروث وبول ما يؤكل لحمه إذا وقع في الماء لا ينجسه إلا ذرق الدجاج خاصة فإذا وقع في البئر نزح منها خمس دلاء [1] فإطلاق موهم وعبارة فيها إرسال فإن أراد الجلال فيكون استثناء غير حقيقي بل مجازيا والكلام في الحقيقة دون المجاز ، فإن اعتذر له معتذر وقال : يكون استثناء حقيقيا لأنه قبل كونه جلالا يؤكل لحمه فقد استثنى المصنف من حاله الأولى فيصير حقيقيا فإنه غير وجه في الاعتذار ، وإن أراد المصنف سواء كان جلالا أو غير جلال مأكول اللحم أو غير مأكول اللحم ، فقد قدمنا أن إجماع أصحابنا منعقد والأخبار به متواترة ، وأن كل مأكول اللحم من سائر الحيوان ذرقه وروثه طاهر فلا يلتفت إلى خلاف ذلك ، إما من رواية شاذة أو قول مصنف معروف أو فتوى غير محصل ، وربما أطلق القول . وذهب في بعض كتبه شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله إلى نجاسة ذرق الدجاج سواء كان جلالا أو لم يكن لأن استثناءه من مأكول اللحم