نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 13
العرض والترتيب ، إلا انّه لا يلبث أن يذكر آراءه الصريحة ويقول كلمته الجريئة في محاسبة فقيه على استدلاله ، وكثيراً ما نجد ذلك مع الشيخ الطوسي فيقول بعد تمام المناقشة : والصحيح عندي ، والذي أراه ، ونحو ذلك مما يشعر باعتداد في النفس واعتزاز بالرأي وإيمان بما توصّل إليه . وانّ التعبير بذلك في عصره ليميط اللثام عن قوة نفس جريئة في تاريخه ، لم نجدها عند غيره ممن سبقه ، فلم يجرأ على التفوّه بها ، لذلك كانت للمصنّف شخصيته الفقهيّة الخاصة المتميّزة بآرائها ، بارزة بوضوح في ثنايا كتابه بمنهجها النقدي الصريح . وباستطاعة القارئ أن يجد ذلك واضحاً حين يستعرض المصنّف أقوال العلماء ، وما يعقب به عليها من ترجيح قول على آخر ، ومناقشة رأي وتصويب آخر . وإلى القارئ بعض ما قاله في المقدمة مما يكشف عن جانب من منهجه : ( ( قال : وعزمت على انّه إن مرّ بي في أثناء الأبواب مسألة فيها خلاف بين أصحابنا المصنّفين رحمهم الله أومأت إلى ذلك ، وذكرت ما عندي فيه ، وما اعتمد عليه وقادني الدليل إليه . وإن كان في بعض كتب أصحابنا كلام متضادّ العبارة متفق المعنى ، أو مسألة صعبة القياد ، جموح لا تنقاد ، أو كلمة لغوية أعربت عنها بالتعجيم ، وأزلت اللبس فيها والتصحيف . وإن كان لبعض الأصحاب فتوى في كتاب له ، أو قول رجع عنه في كتاب آخر ذكرته ، فإن كان قد أورده على جهة الرواية لا بمجرد العمل ذكرته ) ) [1] .