نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 14
ثم قال : ( ( وعزيمتي التلخيص والاختصار ، والاقتصار فيما أوردته على مجرد الفقه والفتوى ، دون التطويل بذكر الأدعية والتسبيح ، وكثير من الآداب الخارجة عن قانون الفقه وعموده ، فالحاجة إلى ما ذكرنا أمسّ ، ولأنّ ما يوجد في كتب العبادات كفاية وزيادة عليها ، إلا أن يعرض مهمّ يحتاج فيه إلى كشف وإيضاح ، وتطويل وإفصاح ، وإيراد أدلّة وأمثلة ، فإنّي إذا شبّهت شيئاً بشيء ، فعلى جهة المثال والتنبيه ، لا على وجه حمل أحدهما على الآخر فان ذلك على أصولنا باطل ) ) [1] . وقد مرّت بنا نماذج عرضناها في موقفه مع الشيخ الطوسي فلتراجع . ثانياً : ناحية المضمون ، وسنعرف ذلك من خلال : أ - إحكام التصنيف ومدى نجاح المصنّف فيه : في تقديري انّ المصنّف الناجح هو الذي يُقرأ من خلال تصنيفه على حقيقته ، لسلامة بيانه من التعقيد والحشو الفارغ ، أما الذي يتعمّد سلوك الطريق المعقّد في البيان والعرض ، فهو الذي لا يقرأ على حقيقته ، وربما لا يكون ناجحاً . فالتصنيف المحكم هو الذي يبحث المصنّف فيه موضوعه بصورة أجمع من غيره ، ولا أقول انّه يغني عن غيره ، إذ لا يصح الاستغناء التام ببعض التصانيف عن البعض الآخر من جميع الجهات ، فلكلٍ ميزته وسماته ، ولكلٍ ثمراته وعطاؤه . ومصنّفنا ابن إدريس رحمه الله يمكن أن نعتبره ناجحاً ، لأنّه يقرأ من كتابه على حقيقته من دون تعقيد ، ولا أريد المغالاة في إطراء بيانه ، وفصاحة لسانه ، ولكن أقول : انّه أبان منهجه ، وعرض فكرته ، وشرح غوامضه ، بلغته المبسوطة ، وأسلوبه الواضح ، فهو لم يصنّف كتابه هذا لمجرد فكرة عابرة سجلها ، أو خاطرة سنحت