نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 106
ولا تغتر أيّها اللبيب ، وتركن إلى قول ابن الرقاع [1] فانّه ختار وخدّاع ، وقد ذكر عثمان بن جني النحوي في كتاب الخصائص [2] قال : قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : ما شيء من الناس أضرّ من قولهم ما ترك الأول للآخر شيئاً .
[1] - لعل المراد من قول ابن الرقاع الدال على اعتداده بنفسه ، واستغنائه عن غيره ، هو قوله : وعمرت حتى لست أسأل عالماً * عن حرف واحدة لكي أزدادها راجع الشعر والشعراء لابن قتيبة : 362 - 363 ، والحيوان للجاحظ 3 : 64 ، وذكر المرزباني في الموشح : 190 قال أبو جعفر المنجم : كنت أحب أن أرى شاعرين فأودّب أحدهما ، وهو عدي بن الرقاع لقوله : وعلمت حتى ما اسائل عالماً * عن علم واحدة لكي أزدادها ثم أسائله عن جميع العلوم فإذا لم يجب أدّبته ، وأقبّل رأس الآخر ، وهو زياد بن زيد لقوله : إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده * أطال فأعلى أم تناهى فقصّرا ( أقول ) إن مسألة تنازع الفضل بين المتقدم والمتأخّر فتحكمت فيها الأهواء فاختلفت فيها الآراء ، والحق إنّه يبقى فضل التأسيس للمتقدمين ، على حد ما قاله ابن فندق البيهقي : ( لأنه بتحمل السابقين للصعاب ، بلغ اللاحقون المرتبة العليا : فلولا الشمس ما لمع الثريا * ولولا الأصل ما زكت الفروع ولهذا السبب ثبت إفضال المتقدم على المتأخّر : فلو قبل مبكاها بكيت صبابةً * إذاً لشفيت النفس قبل التندّم ولكن بكت قبلي فهيّج لي البكا * بكاها فقلت الفضل للمتقدم ) تاريخ بيهق لابن فندق ترجمة يوسف الهادي : 95 . [2] - الخصائص 1 : 210 .
106
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 106