نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 101
بها كلّ مستغلق كان علينا ، فجمعنا إلى قليلنا كثيرهم ، وأدركنا ما لم نكن ندركه إلا بهم ، لقد خسي حظنا من الحكمة ، وصعبت سبلنا إلى المعرفة ، ولو ألجئنا إلى قدر قوتنا ، ومبلغ خواطرنا ، ومنتهى تجاربنا لما أدركته حواسّنا ، وشاهدته نفوسنا ، لقد قلّت المعرفة ، وقصرت الهمّة ، وانتقصت المنّة ، وعاد الرأي عقيماً ، والخاطر سقيماً ، ولَكَلَّ الحدّ وتبلّد العقل . فإنّ الكتاب نعمة الذخر والعقد ، ونعم الجليس والقعدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس في ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والرحيل ، ونعم الوزير والنزيل . والكتاب وعاء ملئ علماً ، وظرف حشي طرفاً ، وإناء شحن مزاحاً وجداً ، إن شئت كان أبين من سحبان وائل [1] ، وإن شئت كان أعيى من بأقل [2] ، وإن شئت ضحكت من نوادره ، وان شئت أشجتك مواعظه ، ومن لك بواعظ ملهي ، وبزاجر مغرٍ ، وبناسك فاتك ، وبناطق أخرس [3] ، وبمونس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن من في الأرض ، وأكتم للسرّ ، وأضبط لحفظ الوديعة من أرباب الوديعة [4] .
[1] - سحبان وائل : خطيب يضرب به المثل في حسن البيان وطلاقة اللسان ، فيقال : أخطب من سحبان ، وأفصح من سحبان ، أدرك الجاهلية والإسلام فهو مخضرم ، توفي سنة 54 ه . الأعلام 3 : 123 . [2] - بأقل : جاهلي من أياد ، يضرب به المثل في العيّ ، فيقال : أعيى من بأقل ، وذلك انّه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً ، فمرّ بقوم فسألوه : بكم اشتريته ؟ فمدّ لسانه وفتح يديه يريد أحد عشر درهماً فشرد الظبي منه . الأعلام 2 : 7 . [3] - قارن المحاسن والأضداد للجاحظ : 5 . [4] - المصدر السابق نفسه .
101
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 101