responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 102


وقال ذو الرمة [1] لعيسى بن عمر [2] : اكتب شعري فالكتاب أعجب إليّ من الحفظ ، انّ الأعرابي ينسى الكلمة وقد سهرت في طلبها ليلة ، فيضع في موضعها كلمة في وزنها ، ثم ينشده الناس ، والكتاب لا ينسى ولا يبدّل كلاماً بكلام .
قال : والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصّديق الذي لا يغريك ، والرفيق الذي لا يملّك ، والمستميح الذي لا يستزيدك ، والجار الذي لا يستبطئك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق ، ولا يحتال لك بالكذب .
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك ، وبسط لسانك ، وجوّد بيانك ، ومنحك تعظيم العوام ، وصداقة الملوك ، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر .
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل طاعته بالنهار ، ويطيعك في السفر طاعته في الحضر [3] لا يعتل بنوم ، ولا يعتريه كلال السهر .
قال : قال أبو عبيدة [4] : قال المهلب [5] لبنيه في وصيته : يا بنَيّ لا تقوموا في



[1] - ذو الرمة : لقب غيلان بن عقبة ، وهو شاعر أموي كان يتردد على البصرة والكوفة ، عاصر جرير والفرزدق ، توفي ودفن في البادية سنة 117 ه‌ وله ديوان مطبوع . الأعلام 5 : 320 .
[2] - لا يبعد أن يكون المراد به عيسى بن عمر الثقفي بالولاء الذي تعلّم عليه الخليل بن أحمد وسيبويه ، وكان من النحويين وقرّاء القرآن وله في ذلك تأليف ، فانّه أدرك زمان ذي الرمّة حيث كانت وفاته سنة 149 ه‌ . الأعلام 5 : 291 .
[3] - قارن المحاسن والأضداد : 6 .
[4] - أبو عبيدة ، اسمه معمر بن المثنى البصري تيمي بالولاء ، يعد من أئمة النحو واللغة والأدب ، ولد سنة 110 ومات سنة 209 بالبصرة ، وكان أباضياً شعوبياً ، ويقال : انّ أباه كان يهودياً - كما يقول الفيروز ( ( آبادي - وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتاباً - كما يقول ابن قتيبة - وكان يرمى بغير ذلك من مساوئ الأخلاق ، لذلك لا يقبل شهادته أحد من الحكام - كما يقول ابن خلكان - راجع أخباره في وفيات الأعيان 5 : 235 - 243 ، والمعارف لابن قتيبة : 543 ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة : 261 وغيرها .
[5] - المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، ولد في دبا سنة 7 من الهجرة ونشأ بالبصرة ، وقدم المدينة مع أبيه أيام عمر ، ولي إمارة البصرة لمصعب بن الزبير ، فقئت عينه بسمرقند ، وانتدب لقتال الأزارقة ، وكانوا قد غلبوا على البلاد وشرط له أن كلّ بلد يجليهم عنه يكون له خراجه تلك السنة ، حاربهم 19 عاماً حتى ظفر بهم ، فقتل كثيرين وشرد بقيتهم ، ولاّه عبد الملك على خراسان سنة 79 ومات فيها سنة 83 ه‌ . الأعلام للزركلي 8 : 260 .

102

نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست