responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 100


يجهلون ، وتضييعهم لما يعملون ، ورأيت ذا السّن من أهل دهرنا هذا لغلبة الغباوة عليه ، وملكة الجهل لقياده ، مضيّعاً لما استودعته الأيام ، مقصّراً في البحث عن ما يجب عليه علمه ، حتى كأنّه ابن يومه ونتيج ساعته ، ورأيت الناشئ المستقبل ذا الكفاية والجدة مؤثراً للشهوات ، صادفاً عن سبل الخيرات ، ورأيت العلم عنانه في يد الامتهان ، وميدانه قد عطل من الرهان ، تداركت منه الذماء [1] الباقي ، وتلافيت نفساً بلغت التراقي ، وحبوت أهله ، مع معرفتي بفضل إذاعته إليهم ، وفرط بصيرتي بما في إظهاره لديهم ، من الثواب الجزيل والذكر الجميل ، والأحدوثة الباقية على مرّ الدهور ، فلن يصان العلم بمثل بذله ، ولن تستبقى النعمة فيه بمثل نشره .
قال بعض العلماء مادحاً للعلم وتخليده في الكتب : والكتاب قد يفضّل صاحبه ويقدّمه مؤلّفه ويرجح قلمه على لسانه ، وعقله على بيانه بأمور :
منها : انّ الكتاب يقرأ بكلّ مكان ، ويظهر ما فيه على كلّ لسان ، ثم يوجد مع كلّ زمان ، على تفاوت ما بين الأعصار ، وتباعد ما بين الأمصار ، وذلك أمر يستحيل في واضع الكتاب والمنازع بالمسألة والجواب ، ومناقلة اللسان وهدايته لا يَجُوزان مجلس صاحبه ومبلغ صوته ، وقد يذهب الحكيم وتبقى كتبه ، ويفنى العاقل ويبقى أثرهُ ، لهذا آثر الجلة من المحققين ، وأهل العبرة والفكرة من الدّيانين ، وضع الكتب والاشتغال بها ، واجتهاد النفس في تخليدها وتوريثها ، على صوم النّهار وقيام اللّيل ، ولولا ما رسمت لنا الأوائل في كتبها ، وخلّدت من عجيب حكمتها ، ودوّنت من أنواع سيرها ، حتى شاهدنا بها ما غاب عنّا ، وفتحنا



[1] - الذماء : بقية الروح .

100

نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست