( 6 ) باب التّيمم وأحكامه جملة القول في التّيمم يشتمل على ذكر شروطه وبيان كيفيته ، وبأيّ شيء يكون من الأجسام ؟ وهل يستباح به من الصلاة مثل ما يستباح بطهارة الماء ؟ وما ينقضه ؟
فأمّا شروطه : فهي فقد الماء الطاهر ، أو تعذّر الوصول إليه ، أو الخوف على النّفس ، أو زيادة الضرر في المرض ، في سفر أو حضر ، وقد يتعذّر الوصول إليه مع وجوده بفقد الآلات الّتي يستقى بها ، كالأرشية أو غيرها ، أو المشارع الّتي يحتاج إليها في تناوله ، وما جرى مجراها ، أو لعدوّ حائل عنه .
فأمّا الخوف على النفس ، فقد يكون للمرض ، أو البرد الشديد الّذي يخاف معه من استعماله على النفس ، أو لأنّ الحاجة داعية إلى الموجود منه للشرب .
ومن شروطه ، طلب الماء والاجتهاد في طلبه ، وحدّ ما وردت به الروايات ، وتواتر به النقل في طلبه ، إذا كانت الأرض سهلة غلوة سهمين ، وإذا كانت حزنة ( 1 ) فغلوة سهم واحد ، هذا مع ارتفاع الخوف للطلب ، فإذا خاف المكلّّف على نفسه أو متاعه فقد سقط عنه الطلب .
ولا يجوز له التّيمم قبل دخول وقت الصلاة ، بل لا يجوز التّيمم إلاّ في آخر وقت الصلاة وعند تضيّقها ، وغلبة الظنّ لفواتها .

( 1 ) - الحزَنَ : المكان الغليظ الخشن ، والحزونة الخشونة . النهاية الأثيرية 1 : 380 .

221