اعتبار الإخلاص في النيّة يعتبر الإخلاص في النيّة ؛ فمتى ضمّ إليها ما ينافيه ، بطل ، خصوصاً الرياء ، فإنّه إذا دخل في النيّة على أيّ حال ، يكون مفسداً على الأحوط ، إلَّا أن يكون شرطاً وتوصليّاً كستر العورة ، وإن أمكن أن يكون من قبيل دفع التنفّر لا جلب المحبوب ، ولا مانع من الأوّل في الأجزاء أيضاً ، سواء كان في الابتداء أو الأثناء ، ولا فرق بين الواجب والمندوب في ذلك . فائدة روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : " المرائي يوم القيامة ينادى بأربعة أسماء : يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر ، ضلّ سعيك وبطل أجرك ولا خلاق لك ، التَمِس الأجر ممّن كنت تعمل له يا مخادع " . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : " إنّ الله يعطي الدنيا بعمل الآخرة ولا يعطي الآخرة بعمل الدنيا ، فإذا أنت أخلصت النيّة وجرّدت الهمّة للآخرة ، حصلَت لك الدنيا والآخرة " . إن قصد بفعل من الصلاة غيرَ الصلاة ، فالبطلان ؛ ولو في صورة تدارك ذلك الفعل ، مبنيّ على مبطليّة نفس العمل أو استلزام البطلان بسبب التدارك ، لأنّ الاقتصار على ذلك العمل لا يكفي إن كان واجباً . نعم ، تكرار القرآن والذكر ولو لم يكن بقصد الصلاة ، لا يضرّ ولا يبطل ، وتداركهما بقصد الصلاة لا يضرّ ؛ وفي توارد النيّتين الصلاتي وغير الصلاتي في فعل ، يحكم بغير الصلاتي ويترتّب عليه أثر الغير الصلاتي ، فإن كان واجباً ولم تحصل الزيادة المبطلة بسبب التدارك يجب التدارك . وهكذا إن كان من المستحبّات التي لم تكن الزيادة فيها مبطلة ، يجوز التدارك . وكذا لا تبطل إذا رفع صوته بالذكر أو القراءة لإعلام الغير بعد ما كان أصل إتيانهما بقصد الامتثال .