من مات في البحر وتعذّر دفنه راكب البحر مع تعذّر البر لخوف فساده لو انتظر أو لمانع آخر أو تعسّره ، يغسّل ويكفّن ويحنّط ويصلَّى عليه ويوضع في خابية ونحوها ويوكأ رأسها ويحتاط بأحكامها واستحكام بدنه فيها بقدر الإمكان ؛ أو يثقل بحجر أو نحوه في رجله ويلقى فيه ، والأحوط اختيار الأوّل ، بل لا يخلو من وجه مع عدم العسر ، وكذا الأحوط رعاية استقبال الميّت حين الإلقاء . وكذا لو خيف على الميّت من نبش العدو قبره والتمثيل به ، القي في البحر بالكيفيّة المزبورة ؛ وكذا في كلّ مورد لا يمكن دفنه ولو مع التأخير أو المحافظة الموقتة على بدنه إلى زمان دفنه . لزوم رعاية القبلة في الدفن يجب كون الدفن مستقبل القبلة ، بأن يضجعه على جنبه الأيمن بحيث يكون رأسه إلى المغرب ورجلاه إلى المشرق مثلًا في البلاد الشماليّة . وبعبارة أخرى : يكون رأسه إلى يمين من يستقبل القبلة ورجلاه إلى يساره ، وكذا في دفن الجسد بلا رأس ، بل في الرأس بلا جسد ، بل وفي الصدر وحده على الأظهر والأحوط ، إلَّا إذا كان الميّت كافرة حاملًا بولد مسلم ؛ فإنّها تدفن مستدبرة القبلة على المشهور ، بل لا يخلو عن وجه موافق للاحتياط على جانبها الأيسر على الأحوط ليصير الولد في بطنها مستقبلًا ، والأحوط جريان الحكم في جميع أقسام الكافرة وجميع أقسام الولد وإن كان قبل إحراز ولوج الروح . مئونة الدفن مئونة الدفن حتّى ما يحتاج إليه لأجل استحكامه من القبر والساروج وغير ذلك ، بل ما يأخذه الجائر للدفن في الأرض المباحة ، يحتمل مثل الكفن أن تخرج من أصل التركة . وكذا مئونة الإلقاء في البحر من الحجر أو الحديد الذي يثقل به أو الخابية التي يوضع فيها ، لكن لا يترك الاحتياط في تحصيل رضا الديّان والورثة في ذلك .